الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي ذات ال30 عاماً تتعامل معنا بازدراء وكراهية.. فما نصيحتكم؟

السؤال

ابنتي عمرها 30 سنة، لم تتزوج، تعيش معي أنا وأمها، وتتعامل معنا بازدراء وكراهية واضحة، وتعلل ذلك بأنه لا يوجد تفاهم بيننا، بالرغم من أننا إلى الآن نصرف عليها، وهي تؤدي الفرائض بشكل منتظم، ومع كل ذلك تعلنها صراحة أنها تعيش بأريحية وهدوء في عدم وجودنا، وهو ما يجعل يوم الجمعة نكداً عليها.

أمها تقول إنه معمولٌ لها عملٌ، ولا أعرف ماذا نعمل معها! وكيف نقنعها بأن ما تفعله تجاهنا حرامٌ، وغير مقبول؟

آسف للإطالة وأرجو الرد، وأتمنى أن يكون ردكم مشمولاً بنصيحة لها.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر ابنتنا هذه، نسأل الله أن يُصلح حالها، وأن ييسّر أمرها، وأن يُقدّر لها الخير ثم يُرضيها به.

وأرجو أن تتحمّلوا ما يحدث منها، فإنها ربما تكون تواجه بعض الصعوبات في حياتها، ولكن نسأل الله أن يهديها إلى الحق، وأن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

وأرجو أيضًا أن تُشجعوها على التواصل مع الموقع حتى تذكر ما عندها، ولا تُشعروها بأنكم تصرفون عليها وأنكم أصحاب فضلٍ عليها؛ فهي ابنتنا جميعًا، ومن واجبنا أن نكون إلى جوارها، وبالطبع نحن لا نرضى هذا السلوك الذي يحدث منها، ولكن علينا جميعًا أن نجتهد في معرفة أسباب هذا الذي يحدث؛ فإن معرفة السبب تُعيننا بتوفيق الله على إصلاح الخلل والعطب.

وأرجو أن أؤكد لكم أن مثل هذه الظروف التي تمرُّ بها بعض بناتنا قد يكون لها انعكاسات عليها، وبالتالي نحن ينبغي أن نُشعرها أن الإنسان يمكن أن يكون سعيدًا حتى ولو لم يتزوج؛ لأن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة بالله، الراضية بقضاء الله وقدره، المواظبة على ذكره وشُكره وحُسن عبادته.

ونوصيكم بما يلي:
- أولاً: الدعاء لها.
- ثانيًا: محاولة تجنب نقاط الاحتكاك معها.
- ثالثًا: تجنب مقارنتها بغيرها.
- رابعًا: الحرص على ذكر إيجابياتها والتركيز على ما عندها من الإيجابيات.

أمَّا أنت - ابنتنا الفاضلة - فنوصيك أولاً ببر الوالدة وبر الخالة وبر الأهل جميعًا؛ لأن هذا ممَّا يفتح لك أبواب الخير والتوفيق، فإن الإنسان إذا برَّ والديه ووصل رحمه وسّع الله عليه في رزقه، وهذا بابٌ عظيمٌ للفرج والنصر والتوفيق من الله تبارك وتعالى.

كذلك أيضًا نوصي الجميع بأن نعمّر بيوتنا بطاعة الله وبذكر الله حتى نُخرج منها الشياطين، وعلى الجميع أن يحافظوا على أذكار الصباح وأذكار المساء، وابنتنا هذه لا مانع من أن تقرأ على نفسها الرقية الشرعية، أو تقرأ عليها الوالدة أو نذهب بها إلى راقي شرعي يُقيم الرقية الشرعية على قواعدها المرعية، والإنسان عليه أن يحافظ على ذكر الله، خاصَّةً أذكار الصباح والمساء، والإنسان إذا حافظ على أذكار الصباح والمساء فإنها نافعة فيما نزل، ومانعة لما لم ينزل -بإذن الله تبارك وتعالى-، والذي يذكر الله لا تستطيع الشياطين أن تقترب منه.

نسأل الله أن يُعيننا على الخير، وأن يُعين ابنتنا، ويعينكم جميعًا على تخطّي هذا الظرف، وأن ييسّر أمرها، وأن يضع في طريقها رجلاً صالحًا يُسعدها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

أكرر: من المهم أن تُشجعوها على التواصل مع الموقع حتى تكتب الذي في خاطرها؛ لتجد هي وتجدوا أنتم التوجيه السديد، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وأن يجعل لنا ولكم على الخير أعوانًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً