الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف على أولادي جدًا من كثرة المغريات.. ساعدوني

السؤال

أخاف على أولادي جدًا، في هذا الزمن كثير المغريات، أخاف ألا يكونوا صالحين، ويدخلون النار، لدرجة أني أفكر أفكارًا سيئة، أنا أكتب لكم وأنا أبكي.

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتألم جداً من الوضع الذي تواجهينه، وهو فعلا وضع مؤلم لنا جميعا كمسلمين في هذا الزمن.

إذا كنت تشعرين بالألم أو القلق، من الطبيعي أن تشعري بالقلق حول سلامة أولادك وتوجيههم الديني، خاصة في عالم يزداد تعقيداً وتحدياً يوماً بعد يوم.

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
1. تواصلي مع أولادك دومًا، تأكدي من أنك تتحدثين مع أولادك بانتظام عن القيم والمبادئ التي تودين أن يتبعوها.
يمكنك تعليمهم القيم الأخلاقية والإيمانية من خلال القصص والأمثلة. وهناك سلاسل كاملة وجميلة لقصص الأنبياء، يمكنك اقتناء القصص المصورة، أو توجيههم لمشاهدة وسماع هذه القصص عبر النت.

2. استعيني بالصلاة والدعاء، يقول الله تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ﴾ [البقرة ٤٥]. ولا تنسي قوة الدعاء، استمري في الدعاء لأولادك ولهدايتهم. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".

3. كوني نموذجًا أخلاقيًا لهم، أظهري لهم كيف يعيش المسلمون الصالحون من خلال أفعالك اليومية، القدوة لها أثر كبير في حماية الأبناء من القدوات الخارجية العابرة للقارات.

4. حاولي تعزيز تعليمهم الديني، سواء من خلال الدروس المنزلية أو المدرسة الإسلامية أو المجموعات الدينية، ونقترح عليك أن تعقدي حلقة قرآن في البيت، ولو بشكل مبسط في البداية حتى يعتادوا، كما يمكن أن تدربيهم على أذكار الصباح والمساء.

5. أخيراً وليس آخراً، اعتمدي على الله ﴿.. وَمَن یَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥۤ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَیۡء قَدۡرًا﴾ [الطلاق ٣].

بينما يمكننا القيام بكل ما في وسعنا لتوجيه أولادنا، فإن الهداية في النهاية تأتي من الله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِی مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ﴾ [القصص ٥٦].

تذكري دومًا أن الله على كل شيء قدير، ولا تفقدي الأمل.

الأمومة تحد كبير، وأنت تقومين بعمل رائع، ثقي بأن الله يرى جهودك وصبرك، فالجنة تحت أقدام الأمهات.

ولا تنسي أن تعتني بنفسك أيضاً، يمكنك البحث عن دعم من صديقاتك أو أفراد عائلتك، أو حتى من خلال التشاور مع مستشارات اجتماعيات، أو داعيات إلى الله عز وجل، والمرء قليل بنفسه، كثير بإخوانه، ونحن معك لنساعدك بإذن الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً