الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتغير حال زوجتي وقت العصر..فما تشخيصكم لحالتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصاب زوجتي شيء غريب منذ سنة تقريبًا، وهو أنه يتغير حالها عندما يحين وقت العصر كل يوم، وتريد النوم، وتشعر بالبرد الشديد في الشتاء، وفي الصيف تشعر بالحر، وضيق النفس، وبعد النوم ليلاً لا تستيقظ إلا عند قراءة الرقية من قرآن وأدعية نبوية، أرجو الإفادة والعلاج من هذا الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك، وأسأل الله تعالى أن يمنَّ بالعافية والشفاء العاجل لزوجتك، وأن يصرف عنك وعنها كل مكروه.

ننصحك -أيها الحبيب- بأن تأخذ بالأسباب المشروعة التي بها يصرف هذا المكروه الذي أصاب زوجتك، ومن الأسباب المشروعة: التداوي بنوعيه:

الدواء الحسي المادي: وهذا يُرجع فيه إلى ذوي الاختصاص من الأطباء؛ فإن البدن قد تعتريه بعض التغيرات، وتنزل به بعض الأمور التي تُخرجه عن اعتداله، فيحتاج إلى عمل الطبيب الحاذق، وهذا جزء من الأسباب المشروعة.

والنوع الثاني أو الشق الثاني من الدواء هو: الدواء المعنوي الروحي، وذلك بالتزام الأذكار التي تحمي الإنسان من المكروهات، واستعمال الرقية الشرعية؛ فإن الرقية شفاء -بإذن الله تعالى- مما نزل بالإنسان، ودافع يدفع عنه الشر قبل نزوله.

ولهذا ننصحك بأن تسلك المسلكين معًا، فينبغي أولًا أن تحافظ زوجتك على أذكار اليوم والليلة، وخاصةً أذكار الصباح، وأذكار المساء، وأذكار المساء تقال من أول المساء -أي من بعد العصر-، وأذكار الصباح تقال من بعد طلوع الفجر.

هذه الأذكار إذا قالها الإنسان معتقدًا أن الله سبحانه وتعالى سيدفع عنه بها المكروه والشر؛ فإن الله لا يخيبه، فقد قال سبحانه في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي)، ولا يفعلها الإنسان فعل المُجرِّب، بل فعل المعتقد الجازم أن الله على كل شيء قدير، وأن الأمور كلها بيده، يُصرِّفها كيف يشاء.

ثم النصيحة الثانية: استعمال الرقية الشرعية، والرقية الشرعية تكون بالآيات القرآنية، والأدعية النبوية، والأدعية الأخرى التي ليس فيها شيء محرم، فالآيات القرآنية التي تُستعمل في الرقية كثيرة، وأهمها: أن يقرأ الإنسان سورة الفاتحة -فهي شفاء ورقية، كما ورد وصفها بهذا في الأحاديث النبوية-، والآيات الأولى من سورة البقرة، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، والآيات التي فيها ذكر الشفاء من القرآن الكريم، كقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]، وقوله سبحانه وتعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]، وقوله سبحانه وتعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44] وسورة الإخلاص {قل هو الله أحد}، المعوذتين: {قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}.

هذه المقاطع القرآنية تُقرأ، وينفث -أي يُتفل، ويُخرج الهواء مع شيء بسيط من الريق- في ماء، فيُشْرَب ذلك الماء، أو يُغتسل به، وهذه الرقية نافعة -بإذن الله- سواء كان بالإنسان مكروه، أو لم يكن؛ لأنها مجرد أذكار وأدعية.

وخير من يرقي الإنسان هو الإنسان نفسه، المصاب؛ فإن الله تعالى قريب من القلوب المنكسرة، فكلما كان الإنسان مضطرًا لربه، منطرحًا بين يديه، متذللاً له؛ كان ذلك أدعى لقبول دعائه.

ولا بأس بالاستعانة بالرقاة الشرعيين الذين يمارسون الرقية الشرعية المنضبطة بضوابط الكتاب والسنة، البعيدين عن الدَّجل، والكذب، والشعوذة، وحالهم هذا لا يخفى، فيعرفون من صلاح سيرتهم، ومن خلال المحافظة على صلواتهم، والتزامهم بالآداب الشرعية الظاهرة، وعدم إتيانهم بشيء لا يفهمه الإنسان، وإنما يقولون آيات قرآنية وأحاديث نبوية، فاستعمال الرقية الشرعية نافع -بإذن الله- سبحانه وتعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدِّر لكم الخير، ويصرف عنكم كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً