الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتمنى أن أكون إنسانة سوية أفكر بأهدافي في الحياة

السؤال

السلام عليكم

أرجو أن تحلوا مشكلتي، أنا فتاة واجهت الكثير من المعاناة، ولا أستطيع التخلص منها، مثل: التفكير بشيء والاستمرارية بذلك، رغم معرفتي أنه لم يحدث، وأحيانًا أتعامل مع التفكير على أساس أنه واقع، وأطبقه، وأيضًا الهروب من شيء يزعجني إلى الأغاني، وقد أدمنتها، أتمنى أن أكون إنسانة سوية أفكر بأهدافي في حياتي، مع الأسف أتصرف بحياتي وكأني طفلة عمرها سنتان، أريد من يحركني.

أتمنى الإجابة عن سؤالي بشكل سريع، والله يجزيكم عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ك.و حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يهديك للخير، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

سعدنا بهذه الاستشارة التي تدلُّ على شعورٍ بالخلل، والشعور بالخلل هو البداية الصحيحة للإصلاح والتصحيح، فاستعيني بالله تبارك وتعالى وتوكلي عليه، واعلمي أن الإنسان في هذه الحياة ينبغي أن يُدرك أن العمر فرصة، وأنه سيُسأل عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، ولذلك أرجو أن تجعلي طاعة الله عنوانًا، تجتهدي أولاً في التقرُّب إلى الله تبارك وتعالى؛ لأن هذه هي المهمَّة التي خُلقنا لأجلها {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

ثم عليك بعد ذلك أن تضعي أهدافًا لحياتك، والإنسان بعد أن يضع أهدافًا ينبغي أن يُسجّلها، يُسجّل هذه الأهداف؛ لأن هذه الأهداف المسجلة لها أثر كبير في دفع الإنسان، ثم بعد ذلك اتخذي الوسائل التي توصلك إلى تنفيذ هذه الأهداف.

وتجنبي التفكير في أمور مضت، أو في أمور لم تحصل؛ لأنهم قالوا: (البكاء على اللبن المسكوب لا يَردُّه)، وقالوا: (من الخطأ أن نحاول عبور الجسر قبل الوصول إليه)، فالمستقبل بيد الله تبارك وتعالى، والإنسان عليه أن يفعل الصواب ثم يتوكل على الكريم الوهّاب، وعليه أن يُوقن أن الذي يُقدّره الله تبارك وتعالى هو الخير.

نوصيك بأن تبحثي عن صديقات صالحات جادات في الحياة، وأن تنظمي وقتك، وأن تجتهدي في العمل الذي يُفيدك في الدنيا والآخرة، والإنسان إذا لم يشغل نفسه بالخير شغله الشيطان بالأمور التي لا قيمة ولا وزن لها، وهمُّ الشيطان أن يُحزن أهل الإيمان، بعد أن يُضيّع علينا أوقاتنا، يُحزننا على هذا الوقت الذي ضاع.

ولذلك استعيني بالله تبارك وتعالى، وتوكلي عليه، واعملي لنفسك جدولاً يبدأ من المحافظة على الصلوات، ثم حدّدي الأشياء التي تريدين فعلها، ومن الأشياء المهمّة أن تسعي في تطوير مهاراتك، حتى تستقبلي ظروف الحياة وصعابها، فالإنسان ينبغي أن يتزوّد بكثير من المهارات، وكوني إلى جوار الخبيرات، ونسأل الله أن يُوفقك وأن يرفعك عنده درجات.

وللفائدة راجعي هذه الاستشارات المرتبطة: (2359484 - 2254814 - 2229984 - 2127892- 2286714 ).

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً