السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في العشرين من عمري، أحمد الله أنني أجاهد نفسي وأحاول الالتزام بأوامر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قدر المستطاع، ولكنني لست على قدر من الجمال، سواء في الشكل أو الجسد، فأنا قصيرة ونحيفة جدًا، ولست اجتماعية، نعم، أخرج إلى الجامعة، وأحضر الكورسات، وحلقات حفظ القرآن، لكنني خجولة جدًا إلى حد يصل إلى الانطواء.
وذلك الخجل ليس مقتصرًا على الخارج، حتى مع أهلي في البيت، فأنا لا أشاركهم الحوار أبدًا، أو أي شيء، وكأني غير موجودة، حاول أهلي دعمي حتى أتحدث، لكني أشعر بالتوتر، ولا يمكنني ذلك، ولا أعرف السبب! وخصوصًا علاقتي مع أبي، رغم أنه يحبني جدًا، ويعاملني كالأميرات، وأنا أغلى شخص عنده، فقد كنت في صغري قريبة منه، وحينما يدخل البيت كنت أجري نحوه وأحضنه، ومع مرور الوقت شعرت بأنني كبرت، فتوقفت عن ذلك، وشيئًا فشيئًا ابتعدت عنه.
في طفولتي كنت أسرق، وعندما اكتشف أبي الأمر، ضربني للمرة الأولى في حياته، وكنت حينها في الصف الأول الإعدادي، وتخلصت من هذه العادة الآن -الحمد لله-، وتبت منها، لكن يبدو أنني خسرت ثقة أبي وأهلي، وهذا أثر على شخصيتي، وأهلي لا يفتحون هذا الموضوع أمامي، لكنني أشعر أن خجلي منهم يسيطر عليَّ، وعندما جلست وفكرت، وجدت أن ذلك هو السبب، لكنني لا أعرف الحل.
أما مع الأشخاص الغرباء فيظنوني (انطوائية)، ويرجع ذلك لعدم ثقتي في نفسي وشكلي، خاصة لاندهاش الجميع عند سماع أنني طالبة جامعية؛ لأن شكلي يشبه طفلة في المرحلة الابتدائية.
أما مشكلتي الثانية فهي مع الوزن والطول: ليس لدي مشاكل عضوية، ولكن قلة الطعام هي مشكلتي، فأنا أحاول زيادة الطعام بطريقة صحية، وأذهب إلى الجيم، لكن طولي يمثل عائقًا بالنسبة لي، فطولي 148 سم، ووزني 50 كجم، هل يمكن أن أطول الآن؟
وأريد حلًا مع الانطواء وعدم الثقة في النفس: لدي أصدقاء مقربون جدًا، ومعهم أكون شخصية مختلفة تمامًا، أمزح كثيرًا وأشعر بالراحة، لكن مع الأشخاص الجدد أو الغرباء، أشعر بأني غير قادرة على تركيب الكلام، وأقول عبارات غير مفهومة أحيانًا، كما أن صوتي منخفض، وهذا يجعل الآخرين يطلبون مني إعادة الحديث أكثر من مرة، وهذا يشعرني بالتوتر، وأرغب في إيجاد حل جذري لمشكلة انطوائيتي، وعدم ثقتي بنفسي، وطريقة كلامي، وصوتي المنخفض، وكذلك مشكلة طولي ووزني.
دائمًا ينتابني خوف من عدم الزواج، وأعلم أن هذا رزقٌ من الله، وأحسن الظن به، لكن من سيتزوج فتاة يبدو جسدها وكأنها (طفلة) في المرحلة الابتدائية؟ نعم، لا ينبغي أن يكون الشكل هو المعيار الأساسي للزواج، لكنه يلعب دورًا مهمًا، كما أني أريد أن أكون قادرة على إعفاف زوجي.
أنا لا أتحدث كثيرًا مع الناس، فكيف يمكن لهم أن يتعرفوا على شخصيتي ليعجبوا بها أساسًا؟ هذا الأمر جعلني أُصاب بتعلق داخلي مع أي شخص يُقدِّم لي معروفًا بسيطًا، أو يقدم لي شيئًا ويحدث بيننا أي تعامل، فأبدأ في بناء الخيالات في ذهني بأنه يحبني.
وأشهد الله أنني أغض بصري، ولا أذهب إلى أي مكانٍ مختلط، وأتجنب مواضع الفتنة، لكن هذا الشعور يراودني كثيرًا، ولو رأيت شخصًا صدفة، وكان يمسك السواك أظنه ملتزمًا وأظن بأن القدر سيجمعنا، وهذا يزعجني كثيرًا، فأنا أريد حفظ قلبي ولا يدخله غير زوجي، ولا أريد أن أكون خفيفة وسهلة التعلق، فكيف أتخلص من هذا التفكير؟
ابتُليتُ في دراستي وحلمي من قبل، فقد كنت طالبةً متفوقة، وكان شغفي دراسة الطب، ورغم ذلك لم أدعُ الله أن أدخل كلية الطب، وتركتُ الاختيار لله، ولم أُقصِّر أبدًا في الاجتهاد، والله يشهد، وأتت نتيجة الثانوية بما لا أتوقعه، وما زلتُ أحاول التعافي من أثر ذلك، علمًا أنني التحقتُ بكلية التربية.
نعم، أعلم أنها أنسب شيء للمرأة، وأدرك أنني كنتُ أدعو دائمًا بأن يختار الله لي المكان الذي أستطيع فيه خدمة المسلمين، لكنني أشعر بأنني غير مؤهلة لهذا المجال، فأنا لا يمكنني الشرح أو إيصال المعلومة، وهذا أبعد ما يكون عن شخصيتي وطبيعتي، كما أن جسمي صغير، وصوتي منخفض جدًا، ولا أعرف كيف سأتمكن من الشرح لطلاب الثانوية بهذه الظروف، ولا أستطيع حتى الآن تقبُّل الكلية.
أعلم أن الخير فيما اختاره الله، وأؤمن بأن الرزق بيد الله، يمنح من يشاء ويمنعه عمن يشاء، وكل هذه حقائق أرددها وأصبر بها من حولي، لكنني لا أستطيع تطبيقها على نفسي، وأملي الوحيد أن أتزوج من رجل يعوضني عن ذلك كله.
آسفة جدًا على الإطالة، ولكني أحتاج إلى الفضفضة، وأريد أن يطمئن قلبي، أرجو المساعدة في إيجاد حلول عملية لمشاكلي؛ لأن الكلام النظري أعرفه، وكذلك أحتاج لدعوات أبتهل بها إلى الله في مطلبي.
وجزاكم الله خيرًا.