الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أفكر في التدريس تأتيني فكرة أن العمل المكتبي أفضل، والعكس!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تخرجت من الجامعة من قسم اللغة الإنجليزية، وكنت رافضًا لفكرة التدريس نهائيًا، وكنت أبحث عن عمل مكتبي، واستمررت بدون عمل لفترة طويلة، وذلك بسبب الحرب الحاصلة في بلدي، ومن ثم وفقت بعقد عمل لمدة سنة، وانتهيت من هذا العمل، ثم توقفت لفترة سنة من غير عمل، وخلال فترة عملي بالعمل السابق كنت أندم أني لم أذهب للتدريس بدلًا من ضياع الوقت، بعدها حصلت على عقد مكتبي، ومن خلال هذا العمل كنت أشعر بالضيق، ولا أعرف السبب، رغم أن هذا العمل كان مريحًا، وراتبه مناسب، وكانت تأتيني أفكار وتقول لي: إن التدريس مناسب ومريح وممتع، رغم أني عندما كنت عاطلًا لا أذهب ولا أرغب في التدريس.

توفي شخص قريب لي مما اضطرني لتقديم استقالتي؛ لأني شعرت بضيق شديد لم أستطع معه مواصلة العمل، وشعرت بندم بالغ على ترك العمل، أصبحت الآن من غير عمل؛ لأني لم أجد فرصة براتب مناسب.

ذهبت لأقدم في المعهد لأدرس، وتم قبولي، ولكنه أتاني قلق رهيب في صدري، وخوف، لم أستطع أن أقاومه، مما أدى لتهربي وتقديم الأعذار بأني مشغول ولا أستطيع أن أبدأ العمل، وهكذا هي حياتي، عندما أفكر بالعمل كمدرس تأتي لي الأفكار بأن العمل المكتبي أفضل، وعندما أفكر بعمل مكتبي تأتي لي أفكار بأن التدريس أفضل، وأصبحت تائهًا، وكذلك عندما أجد عملاً في مدينتي أقول العمل في مدينة أخرى أفضل وأريد الذهاب إليها، وعندما أذهب إليها أقول كانت مدينتي أفضل، وهكذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير.

أولًا: الحمد لله أنك تخرجت من الجامعة وحصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، فهذا يُعتبر فضلاً ونعمة من الله رغم الظروف التي مررت بها، وما تمر بها بلادكم العزيزة.

ثانيًا: موضوع العمل بالطبع يعتمد على عوامل عديدة، من شأنها أن تُرغّب الفرد في هذا العمل أو ذاك، والأمر يختلف باختلاف الميول المهنية لكل فرد، فمن الناس مَن يُحب التفاعل مع الآخرين وتقديم المعلومات لهم، ويشعر بتحقيق ذاته عندما يكون مصدرًا للمعرفة وللعلم، ومنهم من يُفضل العمل المكتبي، وأن يكون منحصرًا في بيئةٍ محدودة.

والإنسان عليه أن يُوازن بين ميوله المهنية وبين متطلبات العمل ومكاسبه المادية، فالتدريس يُعتبر فناً من فنون التربية، لذا ينبغي على مَن يُمارسه أن يكون مُؤهلًا تربويًّا، أي يكون قد تخرّج من كلية التربية، بحيث يكون مطلعًا على العلوم التربوية؛ كطرق التدريس، وعلم النفس التربوي، وفلسفة التربية، وأصول التربية، وما إلى ذلك من العلوم التربوية، بالإضافة إلى المادة التي يقوم بتدريسها، سواء كانت اللغة العربية، أو اللغة الإنجليزية، أو العلوم الاجتماعية -وما إلى ذلك-.

والأمر -أيها الأخ الكريم- يرجع إلى السبب الذي دعاك إلى دراسة اللغة الإنجليزية كلغة، فبالتأكيد كان لك هدف مُعيَّن، فالآن قد تخرّجت فانظر إذا كانت دراستك قد حققت لك هذا الهدف أم لا، والثبات في وظيفة معينة له محاسنه كما له سلبياته، ولكن لا داعٍ لضياع الوقت في تشتيت الخبرات، فما عليك إلَّا استخارة الله تعالى أولًا، فهو أعلم بما يفيدك في المستقبل، إذا كان التدريس أو العمل المكتبي.

كما ينبغي عليك أيضًا أن تستشير مَن سبقوك في المجالين، لكي تظهر وتبين لك الأمور أكثر، من حيث الفوائد والمضار والصعوبات والتسهيلات، إلى آخر ذلك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً