الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تطلب الطلاق وأنا أريد الحفاظ على بيتي والأولاد، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجتي تطلب الطلاق بسبب عدم وجود تفاهم بيننا، لكني أرفض الطلاق من أجل أولادنا -ولدين وبنت-، فأنا لا أريد هدم بيتي، مع العلم أن زوجتي أهانتني، وأخطأت في حقي وحق أهلي، بل ووصل الأمر إلى ضربها لي بعد مشكلة بيننا، فضربتها ضربة خفيفة بسبب الضغوط المادية والمعنوية التي نمر بها، فراتبي كله يذهب لسداد قسط البيت، والمولود، وفاتورة الإنترنت، والدواء؛ حيث إنني مريض بالضغط والسكر، وقد أجريت قسطرة للقلب، بالإضافة إلى ذلك لدي أقساط أخرى لتغطية احتياجات الأولاد.

عمًا أني أعمل بوظيفة سائق أجرة بسيارتي الخاصة بعد عملي، فما الحكم الذي يصدر في حال رفعت زوجتي قضية الطلاق؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حرصك ورغبتك في المحافظة على الأسرة، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

أرجو أن يعلم الجميع أن الطلاق لا يُفرح سوى عدونا الشيطان، وأن الطلاق قد لا يكون حلًّا إلَّا إذا وُضع في إطاره الصحيح وفي توقيته الصحيح، وكان عن رضا واتفاق، وتزداد خطورة التفكير في الطلاق عندما يكون هناك أطفال صغار، بحاجة إلى أبٍ وأُمٍّ، وبحاجة إلى هذه الرعاية.

ولا أعتقد أن الزوجة ستجد سهولة في أمر الطلاق إلَّا إذا أثبتت أنها تجد ضررًا في الاستمرار معك، ولذلك نتمنّى أن تستمر في الإحسان إليها والوفاء لها، وذكّرها بالأطفال الصغار الذين هم بحاجة إلى أب، وبحاجة إلى أُمٍّ.

ومن المهم جدًّا أن تُحسنوا إدارة الخلافات التي تحدث بينكما، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، ونحن حقيقة لا نؤيد استعمال العنف من أي طرف من الأطراف، لأن هذا يترك آثارًا غائرة في نفس الإنسان، وهذا لا يُعينه على الاستقرار ولا على الاستمرار في حياته.

وعليك أيضًا أن تجتهد في القيام بما عليك من أعباء مالية، وقد أسعدنا هذا الكفاح منك، وحرصك على أن تعود من العمل الرسمي وتدخل في عمل آخر، وليت الزوجة تشعر بهذا الحرص منك على ما يُسعد الأسرة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهدي هذه الزوجة لما يحبُّ ربنا ويرضاه، وعليها أن تعلم أنه لا يحل لامرأة أن تفعل مثل هذه الأعمال وتطلب الطلاق من غير ما بأسٍ، هذا كما أشار النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ونتمنَّى أيضًا أن تُتيح لها فرصة التواصل مع الموقع وكتابة ما عندها، حتى نستطيع أن نتعاون جميعًا في الوصول إلى الحل المناسب، فالموقع فيه مستشارون يمكن أن يُعاونوها في اتخاذ القرار الصحيح.

إذًا: شجّع تواصلها مع الموقع، وحاول دائمًا أن تكون صبورًا، وأظهر أحسن ما عندك، حتى تتفادى خراب البيت، وقد سعدنا أنك حريص على ألَّا يُصيب البيت الخراب.

نسأل الله لنا ولكما التوفيق والثبات والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً