الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي ارتدت عن الإسلام بعد زواجانا فهل أدعوها للعودة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عربي مسلم، وزوجتي أجنبية، تعرفت عليها بعد إسلامها بأربع سنوات وتزوجنا، وكان كل شيء بخير -الحمد لله-، ولكننا لم نرزق بالذرية، بعد ثلاث سنوات من زواجنا ارتدت زوجتي عن الإسلام، فهل أدعوها للدين لعلها تعود وأمسكها، أم أطلقها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المعز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يُجري الخير على يديك.

ونصيحتنا لك أولًا -أيها الحبيب-: أن تدعو هذه المرأة للرجوع إلى دينها، وفي ذلك نهيٌ عن المنكر وإنقاذ لهذه المرأة من النار، فإن مَن ارتدّ بعد إسلامه ومات على ذلك -والعياذ بالله-، فإنه موعودٌ بنار جهنّم، قال تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 217]، هكذا قال الله تعالى في كتابه الكريم، فمن أعظم البر والإحسان محاولة إنقاذ هذه المرأة لإعادتها إلى الدّين، وتذكيرها بهذه العواقب.

وأمَّا إرجاعها إلى عصمتك، وهل هي لا تزال زوجة لك إذا عادت إلى الإسلام أو لا؛ فإنها إذا رجعت أثناء فترة العدة قبل أن تنتهي عِدَّتها فإنها لا تزال في عصمتك، أمَّا إذا رجعت إليك بعد أن انتهت مدة عدتها، فإذا أردت أن تُعيدها إلى عصمتك فلا بد من عقد زواج جديد.

وعلى كل تقدير فإمساكها وعدم إمساكها أو إعادتها إلى عصمتك بعقد جديد أمرٌ خاضعٌ لمصلحتك، فانظر فيما يُحقق لك المصلحة من الزواج، وانظر في حالها أيضًا هل تصلح أن تكون أُمًّا لأطفالك، مؤتمنةً عليهم، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُوصي باختيار الزوجة الصالحة، فقال: "فاظفر بذات الدّين تربت يداك".

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً