الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أوفق بين حاجتي للزواج ومسؤوليتي تجاه والديّ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحتاج منكم استشارة بارك الله فيكم ووفقكم.

أنا موظف، عمري 25 سنةً، قررت الزواج من فتاة، لكني ما زلت مترددًا؛ لأني أنا المعيل لوالديّ الفقيرين؛ حيث أرسل لهم كل شهر مبلغًا من راتبي، إضافة إلى مصاريف الكراء، والمعيشة، الشيء الذي يثقل كاهلي، ويجعلني أفكر في تأخير الزواج حتى أتمكن من جمع مصاريفه.

علمًا أني أشعر بحاجة ملحة للزواج؛ كوني أقطن وحدي بالمنزل، إضافة إلى عدم ارتياحي داخل المنزل؛ لعدم وجود الوقت الكافي (للتنظيف، وإعداد الطعام، وغسل الملابس...).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب، وأسال الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أخي الكريم: نسأل الله أن يأجرك على برِّك بوالديك، وإنفاقك عليهما، وأن يخلف لك بعقبى الخير والتوفيق في حياتك؛ فالإحسان للوالدين من أعظم القربات عند الله تعالى.

أخي الكريم: تحتاج للإجابة على سؤالك إلى موازنة دقيقة لاتخاذ القرار الصحيح؛ وذلك بناء على معطيات مهمة من أبرزها:
أولاً: الزواج واجب على من ملك الباءة، واحتاج إليه، وخشي على نفسه.

ثانيًا: النفقة على الوالدين واجبة إن كانوا فقراء، وهو غني.

الثالث: عند التعارض بين وجوب الزواج مع الاستطاعة عليه والنفقة على الوالدين يقدم الزواج.

رابعًا: إن كنت قادرًا على تأخير الزواج دون أن يضر هذا في نفسك أو يسبب لك فتنةً، وأبواك فقيران، فتجب عليك النفقة عليهما.

ولكن لماذا لا تجمع بين كل ذلك، فتتزوج، وتسكن مع والديك، أو هما يسكنان معك، وبهذا تقل نفقاتك كثيراً، لا شك أن عيش الشاب مع زوجته بشكل مستقل هو الأفضل، ولكن أنت الآن في وضع اضطراري، وتحتاج لتوفير أكبر قدر من المال.

لذلك ننصحك ما دمت بحاجة للزواج، وتملك المصاريف للزواج فبادر إليه، وصارح أهل الفتاة التي ستتزوجها أنك ستحتاج أن يسكن والداك معك، ولو لفترة حتى تحسن وضعك المادي أو تجد عملاً إضافيًا.

ولا تنس أن تجتهد في الاستخارة والدعاء أن يختار الله لك الخير ويوفقك له، وأن تكون قريبًا من والديك، وتكثر لهما من الإحسان؛ فهذا بابُ بركةٍ وخيرٍ عظيمٍ.

نسأل الله أن يوفقك ويعينك على الله الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً