الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتقلنا إلى منزل جديد ولكننا نشعر فيه بالنفور والضيق، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

انتقلت إلى منزل جديد منذ عدة أشهر، كنت أشعر براحة تامة، ولكنني مؤخرًا لم أعد أشعر بها، وخصوصًا عندما أريد النوم؛ حيث أشعر بخوف وضيق في الصدر، فأبدأ بقراءة آية الكرسي والمعوذتين.

ومؤخرًا ابني الصغير أصبح يخاف من الظلام والنوم بمفرده، والبارحة لم يرد النوم في المنزل، يبكي ويقول لي بأن المكان سيء، فذهبت به إلى منزل والدتي؛ لأنها تسكن بجواري، علمًا بأنه لم يكن يخاف من الظلام، أو من النوم بمفرده، ولا أعرف ماذا أفعل؟

أنا أقرأ عليه: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، وآية الكرسي، والمعوذتين، والإخلاص، وأنفث ثلاث مرات، وأمسح على رأسه وجسمه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أختي الفاضلة:

هناك آداب ينبغي أن لا تُنسى عند الانتقال إلى منزل جديد، أو دخول المنزل، ومن هذه الآداب التي يحفظ الله بها الإنسان:

أولاً: ما رواه مسلم عن خولة بنت حكيم -رضي الله عنهما-، قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك)، وهذا يشمل كل نزل، سواءً في الحضر أو السفر.

ثانيًا: كذلك يستحب قول: بسم الله، وإلقاء السلام سواءً كان في الدار أحد أم لا؛ فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ) رواه مسلم.

وعن أَبي أُمَامَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، إِنْ عَاشَ كُفِيَ، وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ) رواه البخاري في الأدب المفرد.

وورد أيضًا عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ) الترمذي.

ثالثًا: عُمران البيت بذكر الله، وتلاوة القرآن، وخصوصًا سورة البقرة التي قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم.

أخيرًا -أختي الفاضلة-:

عندما يجتهد المسلم في هذه الأذكار، ويجعل قلبه معلقًا بالله تعالى، فإن الكثير من الأوهام والمخاوف تتبدد، يقول تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).

كما قد تكون المخاوف عند طفلك من كون المنزل غير مألوفًا له، وليس لديه أصدقاء يلعب معهم، فيستسلم للخيالات، ويبدأ الخوف لديه بالتزايد، فالأطفال لديهم خيال واسع جدًا، لذلك ننصحك بجعل ابنك يخالط الأصدقاء، ويخرج طاقته باللعب، وينشغل بأشياء مفيدة، مثل: الذهاب للمسجد لحفظ القرآن، والانشغال في المنزل بالدروس، أو الأنشطة المدرسية، ولا يترك لفترات طويلة لوحده، أو مع الأجهزة الإلكترونية، أو مشاهدة القنوات والبرامج التي تزيد من التخيلات السلبية لديه.

وفقكم الله وسددكم، وأعانكم على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً