السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 16 سنة، ولا يعجبني أن ألقب بالمراهق، لأن هذه الكلمة تسببت في نظرة المجتمع إليَ بنوع من التقليل، وجعلت الزواج -الذي يعف المرء ويبعده عن المحرمات- أمرًا متعلقًا بمن هم فوق الـ 20 سنة.
ليست هذه هي المشكلة، لأنني شئت أم أبيت لن أستطيع تغييرها، ولكن مشكلتي أنني أريد الزواج، وتعوقني عدة أمور:
1- أنا عاطل عن العمل، لكنني بدأت منذ فترة بتعلم البرمجة، ثم توقفت لعدة شهور، وسأعود لها -بإذن الله-، ولكن المشكلة حتى لو عدت، فإن تعلم البرمجة يحتاج إلى سنتين، وبعد ذلك يتطلب الأمر الكثير من الوقت لبناء مشاريع تجريبية لجذب العملاء، وهو ما أظنه ليس سهلًا.
2- حاولت أن ألمَح لأمي برغبتي في الزواج، لكنها قابلت ذلك بكثير من التقليل من شأني، إضافة إلى صرف الحديث عن هذا الموضوع؛ ممَّا أدى إلى شعوري بفقدان الأمل.
2- إخوتي الكبار يتمسكون بعاداتنا وتقاليدنا، والتي تقضي زواج البنات الأكبر أولًا، وأنا تسبقني أختاي الكبرى والصغرى، فكيف سأنتظرهنَّ؟
3- إن رزقني الله عملًا ووفقت بالبرمجة، وتزوجن أخواتي سريعًا -فهو سبحانه وتعالى قادر على كل شيء-، ورزقني الله الزوجة الصالحة والذرية، فكيف سأربيهم؟ وأنا لا أريد أن يكون أبنائي مجرد عوام، بل أطمح لأن يكونوا علماء وأئمة، كما أدعو الله أن أكون كذلك، وهذا الأمر يتطلب علمًا وفيرًا، وأن أكون فقيهًا في ديني، ولديَّ الكثير من العلم.
4- شعوري بعدم نضجي الكافي للزواج ينبع من أمور عدة، فمثلًا قد أعجب بفتاة في سني، لكن يقل إعجابي بها بعد الزواج، وهذا مجرد مثال، وهناك أمثلة أخرى: كعدم قدرتي على التصرف في المعاملات الحكومية، أو وقوع مشاجرات على أتفه الأسباب، أظن أن الفكرة وصلتكم.
5- شعوري بصعوبة العثور على فتاة للزواج في هذا العمر يزداد، خاصة أنني أريدها حسناء، وذات خلق ودين، وأطمح أن تكون كأمهات الأئمة في دينهن وتربيتهن، فمن الصعب تحقيق هذا التوازن في هذا العمر، وفي مجتمع قد يحرمني من الزواج بها، حتى وإن وجدتها.
توجد أمور معينة أخرى، الشقة -ولله الحمد- موجودة، وحالة أسرتي المادية متوسطة، وأبي قادر على تجهيز أخواتي، ولا أعلم بعد تجهيزهن هل سيكون قادرًا على تجهيزي أم لا، وأنا أشعر أن الزواج في حالتي مهم؛ لأنه يعصمني من الفتن، ويحسن نفسيتي، ويزيد من الإنتاجية، ويعينني على العمل الصالح.
آسف على الإطالة، وأسال الله أن ينفع بكم ويسددكم، وجزاكم الله خيرًا.