الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شابًا غير مسلم وأريده زوجًا، فهل أدعو بذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عامًا، وقعت في حب شاب مشهور غير مسلم، رأيت فيه الكثير من الأخلاق والصفات الجيدة، وعلى الرغم من أنه لا ديني، ولكنه يؤمن بوجود الله والملائكة، قررت في نفسي أن أمتنع عن مشاهدته، وأطلبه من الله في الحلال، أشعر أنه شخص نقي، لذلك أحزن عندما أعلم أن مصيره النار، أريد أن أدعو له بالهداية، وأيضًا أنا أحبه حقًا، وأشعر أنني لن أكون سعيدة مع أي شخص غيره، هناك الكثير من المشاهير غيره، ولكنني رأيت هذا الشخص مختلفًا.

ستقولون إنه مشهور لا يعرفني، ولكنه عند الله مجرد شخص عادي، ستقولون إنه غير مسلم، ولكن الله يهدي من يشاء، أنا الآن أؤمن إيمانًا تامًا بأن الله على كل شيء قدير، وأنه ليس بمستحيل على الله أن يهديه، ويجمعني به في الحلال، أريد أن أدعو الله أن يهديه للإسلام، ويجمعني به في الحلال.

في نفس الوقت تراودني أفكار بأنني سوف أضيع وقتي، وأتعلق بسراب؛ لأن أشكال الإجابة ثلاثة كما تعلمون: إما أن يعطيني الله سؤالي، أو يصرف عني سوءًا، أو يدخرها لي حسنات، أخاف أنني ربما لا أحصل على شكل الإجابة الأول الذي أريده، لا أعلم ماذا أفعل، هل أدعو الله ويختار لي أي شكل من أشكال الإجابة الثلاثة؟ أم لا يجب أن أدعو بهذا الشخص من الأساس؟

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحن نرحب بكل أسئلة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

لا شك أن الدعاء لإنسان على طريق الغواية، أو ليس مؤمناً بالله، من أجل أن يهديه الله، من الأمور المستحبة، والتي يؤجر عليها الإنسان، ويؤجر عليها صاحبها، ولكن نرفض الجزء الثاني؛ لأنه يعتبر تعلقاً بالسراب، فاجعلي دعاءك الآن أن يهديه الله تبارك وتعالى، واصدقي في ذلك، ونسأل الله أن يهديه، وأن يهدي كل ضال أو كافر بعيد عن الله، حتى يعودوا إلى صراط الله، وإلى المهمة التي خلقهم لها ربنا العظيم، خلقنا جميعًا لعبادته، (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) نسأل الله أن يضع في طريقك من يسعدك وتسعدينه، سواء كان هذا الشاب أو غيره، والإنسان يسأل ربه، ويقول: إن كان فيه خير، فاجعله من نصيبي، وإن كان غير ذلك فاهده واصرفه عني.

مسألة التعلق بالمشاهير نحن لا نؤيدها؛ لأن هذا المشهور في واد، ودائمًا يكون فيه غرور؛ لأن المعجبين به بالملايين، وقد لا يلتفت لفلانة أو فلانة، وبالتالي هذا نوع من ضياع الوقت، وهو يعتبر ميلاً من ناحية واحدة، والحياة الزوجية ينبغي أن تبنى على ميل مشترك، على وفاق، على انطباع جيد عند الطرفين.

ونحن لا نؤيد السعي مع التيار العاطفي، في أمر لم نتحقق من بدايته؛ لأن هذا يوصل إلى المتاعب، يتعب الإنسان، وحتى لو تزوجت بعد ذلك من أصلح الناس، فإن هذا سيظل خصمًا على الرصيد العاطفي؛ لأن العواطف ما وجهت في طريقها الصحيح، فنحن لا نرضى بالجري وراء السراب كما أشرت، ونؤيد الاستمرار في الدعاء له، لعل الله أن يهديه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي كل ضال، وأن يجعلنا سببًا لمن اهتدى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً