الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنقذ أولادي مما يشاهدونه؟

السؤال

أنا أم لولدين، 16 عامًا و13 عامًا، وطفلة تبلغ من العمر عامين، والدهم توفي منذ عامين، الابن الأكبر كان يشاهد مشاهد غير لائقة، وعاقبه والده، وأظهر ندمه، وكان صغيرًا، لكن الكارثة بعد وفاة والده، خلال العامين الماضيين اكتشفت أكثر من 3 أو 4 مرات أنه لا يزال يشاهد تلك المشاهد، أعاقبه وآخذ منه الموبايلات والإنترنت، لكني أضطر إلى إعادتها له بسبب الدروس والخروج.

للأسف، خلال العامين الماضيين اكتشفت أن الابن الثاني أيضًا يقوم بنفس الشيء، تحدثت معهم أكثر من مرة وعاقبتهم، المشكلة أني أعمل ومع ظروف الحياة أضطر إلى تركهم وحدهم في الشقة، وأعرف أن هناك تقصيراً مني، لكن أريد خطوات محددة ماذا أفعل؟ وهل يجب أن ألجأ إلى طبيب أو معالج نفسي؟ لأني فعلاً أصبحت أخاف على البنت منهم.

اليوم، انهرت ودعوت عليهما، وللأسف أول مرة اليوم يتبين لهما أمام بعض أنهما يشاهدان هذه الأمور. أريد جهة، أو مكانًا، أو طريقة لعلاج الأولاد؛ لأني دعوت عليهما اليوم، وأرى أن فسادهما هذا سأتحمل مسؤوليته، ماذا أفعل؟ لأنني أربي وحدي، وأعرف أن هذا السن ليس سن تربية، وللعلم، والدهم كان منذ صغرهما يأتي بشيخ في البيت لتحفيظ القرآن، وأنا مستمرة، ولم أقطع هذا أبداً.

أيضًا، أرسلتهما إلى دروس فقه ودين؛ لأنني أعرف أن هناك أساسيات لن أستطيع إيصالها لهما، بالله عليكم، أريد النصيحة، ضروري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيتها -الأم الفاضلة-، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرحم والد هؤلاء الشباب، وأن يجعلهم قرة العين، وأن يردهم إلى الحق والصواب، وأن يهديهم إلى أحسن الأخلاق والأعمال، إنه هو ولي ذلك والقادر عليه.

ارجو أن تعلمي أن هذه المرحلة العمرية تحتاج إلى تعامل، يقدم فيه الحوار على التعليمات المعلبة، نحتاج إلى منهج تربوي نتعرف فيه على خصائص هذه المرحلة العمرية، وميول الشباب فيها، والمداخل إلى نفوسهم.

وعليه أرجو:

أولًا: الدعاء لهم.
الأمر الثاني: الحرص على القرب منهم، والتحاور معهم.
الأمر الثالث: إشعارهم بأهمية أن يكونوا في السير على طريق الوالد، وأن يتحملوا مسؤولياتهم، والتواصل مع المحفظ الذي يعلمهم القرآن ليقوم بدوره في التوجيه، والتربية، والرعاية، وليس من الضروري أن تفضحيهم، ولكن أن تبيني للمدرسة أن هذه الجوالات والأشياء تشغل، وفيها فتن، أرجو أن تعتني بنصحهم، ليكون نصحًا عامًا؛ لأنك لست مطالبةً بأن تفضحيهم أمام الآخرين، وهذا ليس فيه مصلحة.

ولكن من المهم أن الذي يعلمهم القرآن أن يقوم ببعض الأدوار في النصح لهم، كذلك أيضًا أرجو أن تحرصي دائمًا على الانفراد بهم، وكل واحد يأخذ النصائح لوحده، ثم حاولي أن تضخمي الإيجابيات، وتمدحيهم عليها، وتشكريهم، وحاولي أيضًا أن لا تركزي على السلبيات؛ لأن التركيز عليها يزيدها، وذكري الشباب بأن صيانتنا لأعراضنا تبدأ بصيانتنا لأعراض الآخرين، وأن الإنسان ينبغي أن يتقي الله في سمعه وبصره.

كلُّ الحوادثِ مبداها من النظرِ.. ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَررِ
كم نظرةٍ فتكت في قلب صاحبها.. فتكُ السهامِ بلا قوسٍ ولا وتـرِ
والمرءُ ما دام ذا عينٍ يُقَلّبُها.. في أعينِ الغِيد موقوفٌ على خَطرِ
يَسرُّ مُقلتَهُ ما ضرّ مُهجتَهُ.. لا مرحباً بسرورٍ عادَ بالضرر

من المهم أيضًا أن تنمي عندهم روح المراقبة لله الذي يعلم السر وأخفى سبحانه وتعالى، وأرجو أيضًا أن تكوني حريصةً أن تذكريهم بأن الموت يتخطف الناس، وأن الإنسان ينبغي أن يعجل بتوبة، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا جميعًا السداد والرشاد، إنه هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً