الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعالجت من نوبات الهلع لكني أصبت بأفكار سلبية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرضت منذ طفولتي إلى صدمات نفسية مصحوبة بنوبات هلع، وتلقيت العلاج منذ 5 سنوات، حيث تناولت العديد من الأدوية النفسية: كالزولوفت، والفالبويريت، والزولان، والآن أرى أنني نجوت -الحمد لله-، لكنني ما زلت أواصل العلاج، وحالتي تحسنت مقارنة بالسابق.

علمًا أني أحاول دائمًا المواظبة على صلاتي، كما اشتركت في نادٍ رياضي، ونظمت طعامي الغذائي ليصبح صحيًا، وأحاول تقليل السكريات والدهون، مشكلتي تكمن في ممارسة العادة السرية، والتي تسببت لي فيما يعرف باضطراب الأنية، ولدي أفكار تقول: يجب عليك الرجوع إلى الله لتشفى نهائيًا، وتعود خلايا دماغك وتحقق كل ما تريد نيله، وتنجح في صلاتك، ومن جهة أخرى يجب علي التعايش معها، وأصلي في الوقت نفسه.

متردد وحائر أي الاتجاهات أسلك، علمًا أني أرغب في بدء حياة جديدة مع الله، حياة مليئة بالسعادة وراحة البال، حياة خالية من المتاعب والمشاكل النفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على رسالتك التي ذكرت فيها أنك أصبت بصدمات نفسية مع نوبات الهلع، وتعالجت منها خلال 5 سنوات، وأنك تأخذ بعض الأدوية النفسية، منها: الزوالفت والفالبويريت والزولان، وذكرت أنك -الحمد لله- تعافيت، وظهرت لديك بعض الأفكار التي يمكن تسميتها بالوساوس، والتي سببها القلق، أو ما يسمى باضطراب الأنية كما ذكرت.

عمومًا، أنت -الحمد لله- تواصل علاجك، وتواظب عليه بشكل يجعلك تدرك تمامًا أهمية العلاج، وأهمية التعافي من هذه الأعراض أو الاضطرابات النفسية، ونوبات الهلع وخلافها من اضطرابات الصدمة في الطفولة، كلها تصنف من ضمن اضطرابات القلق، وما ذكرته من ظهور بعض الوساوس الخاصة بالأفكار السلبية، ترتبط أيضًا بمرض القلق، ولذلك حينما ذكرت أن لديك بعض الأفكار التي تحتم عليك الرجوع إلى الله لتشفى تمامًا، هذه أفكار إيجابية، لكنك أحيانًا تتردد في ذلك، فهذه من الآثار السلبية.

ولذلك ربما العلاج الدوائي الذي ذكرت قد أخذ مفعوله بدرجة كبيرة خلال الفترة الماضية، ولكن يمكن تعزيز الخطة العلاجية بالعلاج النفسي، الذي يمكن من خلاله التخلص من بعض الأشياء كما ذكرت، وهي ممارسة العادة السرية، رغم أن هذه العادة هي سلوك يمكنك من خلال التحكم في سلوكياتك أن تتخلص منه، وهو من السلوكيات السلبية التي تضر صحتك الجسدية، وصحتك النفسية أيضًا، من خلال إدخال هذه الأفكار السلبية.

عمومًا حتى لا تثقل عليك هذه الأفكار السلبية، يمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي تتابع معه حالتك النفسية والدوائية، واستشارته في استخدام بعض التدخلات النفسية السلوكية التي يمكن أن تساعدك في التخلص من هذه الأشياء، وهناك الكثير من النصائح التي يمكنك من خلالها التخلص من هذه الأفكار والسلوكيات:

-الالتفات إلى نشاط يومي خاص إن كنت في هذه الفترة من عمرك في الدراسة أو العمل، فالتركيز على هذه الجوانب مهم جدًا.

- التركيز على جوانب الحياة الاجتماعية، مثل: حياتك الأسرية، أو حياتك مع أصدقائك، والالتفات إلى الحياة الاجتماعية، وممارسة بعض الأنشطة حتى لو كانت الأنشطة الطبيعية التي تساعدك على استغلال وقتك بطريقة إيجابية، وبالتالي التخلص من أوقات الفراغ.

- استخدام أوقات الفراغ في العودة إلى الأنشطة الدينية التي كنت تمارسها في السابق، أو الأنشطة الجديدة التي يمكن أن تستغلها في مثل هذه الأوقات؛ مثل: قراءة القرآن، أو الاستماع إلى الخطب والمحاضرات، والأنشطة الدينية المختلفة.

- كذلك ممارسة الأنشطة الرياضية التي يمكن أن تساعدك على الاسترخاء، وأخذ طاقتك بطريقة إيجابية، باسترداد صحتك الجسمانية والنفسية.

عمومًا كل هذه الأشياء تساعدك على راحة البال، وتساعدك على الإحساس بالسعادة، وتجدد نشاطك، وتدعم النشاط الديني، وبالتالي التخلص من هذه الأفكار السلبية في حياتك.. وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً