الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طليقتي تطالبني بأكثر مما أقدر عليه، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشب خلاف بيني وبين زوجتي على مقدار مال كنت أعطيها إياه من أجل استعماله فيما تريد، علماً بأني ألبي كل حاجيات الأسرة من نفقة وتعليم وطب، إلا المسكن الذي هو عبارة عن شقة في عمارة تملكها زوجتي مع إخوانها وأمها.

زوجتي تعاتبني دائماً على أن ما أقدمه للأسرة غير كاف، علماً بأني أصرف كل راتبي على أسرتي منذ زواجنا الذي دام 22 سنة، وتكررت النزاعات حول هذا الموضوع أمام أولادنا، وغالباً ما كانت زوجتي ترفع صوتها علي ولا تحترمني أثناء تلك النقاشات.

في يوم من الأيام تناقشنا مجدداً في نفس الموضوع، وبينما كنت أتكلم بصوت منخفض ثارت زوجتي في وجهي، وبدأت بالصراخ علي، وسبتني...الخ، ثم قالت لي: إن كنت رجلاً خذ ملابسك واخرج من البيت.

بعد نحو أسبوعين من تلك الحادثة استأجرت بيتاً للانتقال إليه، واتفقنا أنا وزوجتي على الطلاق، حيث أصرت أن يكون طلاقاً لا رجعة فيه، أي طلاقاً بالثلاث، وذلك ما حصل، ثم اتفقنا على أن ابنتنا البالغة من العمر عشرين سنة ستعيش معها، وأن أبناءنا الذكور سينتقلون للعيش معي، وذلك نزولاً عند رغبتها، ثم اتفقنا على مبلغ النفقة لابنتي، ومبلغ المتعة الذي سأعطيه لها.

بعد خروجي من البيت ذهبت زوجتي السابقة عند محامي للاستشارة القانونية تمهيداً لتوثيق الطلاق في المحكمة، حيث إن هذا الأخير أخبرها أنها تستطيع الحصول على مبلغ أكبر للمتعة حسب القانون، وأخبرتني بذلك.

علماً بأني لا أملك ما تطالبني به، بل في المنزل الذي أجرته ينقصني بعض الأثاث الضروري للعيش، ما حكم الشرع في الطلاق بهذه المعطيات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يُصلح الأحوال.

حقيقةً كنَّا نتمنّى ألَّا تصل الأمور إلى هذا النفق المظلم والطريق المسدود، وهذا الأمر لا نستطيع أن نتكلّم فيه، والأولى الرجوع إلى أهل الاختصاص، وأيضًا العبرة بالقوانين المستخدمة في المحاكم الشرعية عندكم.

عليه أرجو مشاورة بعض المختصين من قبلكم، فهم الأعرف بظروف هذا الذي حدث، وبالإجابة على هذا التساؤل، ولكننا دائمًا نفضّل عدم جعل الأبناء ضحية لهذا الخصام الذي يمكن أن يحدث.

أيضًا نحب أن نؤكد أنه إذا كان هناك مجال لترميم هذا البيت فأرجو أن يكون ذلك في اعتباركم، وأيضًا ينبغي أن نعلم أن الطلاق الناجح هو الذي يكون مصير الأبناء فيه جميعًا -ذكورًا وإناثًا- واضحاً، وفي خطة متفق عليها.

نتمنّى أن تجدوا من قِبلكم مَن يُرشد ومَن يُوجّه بالطريقة الصحيحة، وأمور الطلاق والأمور التي تذهب إلى المحاكم نحن لا نفضّل الكلام فيها، لأن العبرة فيها بالرأي الذي يصدر عن الجهات الشرعية القضائية المعيّنة في البلد المُعيّن، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لكم الخير، وأن يُصلح لنا ولكم النيّة والذريّة، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، وأن يُعينكم على طاعة الله تبارك وتعالى، ومحاسبة النفس لتصحيح المسار، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً