الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشاعر الغريبة التي تنتاب الشخص عند دخول مكان، ما تفسيرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هناك شيء أريد السؤال عنه، أنا شاب في العشرينات، وهناك حادثة أتذكرها تنتابني منذ كان عمري 11 سنة، كانت في المراهقة تنتابني وأتجاهلها، ثم في العشرينات وتعايشت معها، لم يفهمني أحد، وعندما أريد أن أصفها لأهلي أتردد.

هذه الظاهرة هي: أنني في كل مكان كنت أذهب إليه أشعر بشعور غريب، وفي كل مكان مختلف أذهب إليه أشعر بشعور غريب مختلف، وعندما آتي إلى المنزل لا يتركني شعور ذلك المكان، بل أعيشه حتى عندما أصل للمنزل، وعندما أستيقظ في الصباح يذهب ذلك الشعور.

ملاحظة: كانت نشأتي ما بين المدرسة والبيت فقط، ولم أخض في غمار الحياة في صغري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم هناك بعض الظواهر النفسية التي يصعب على الإنسان شرحها أو وصفها، وكذلك يصعب على الآخرين فهمها أو تقدير هذا الشعور، أو هذه الظاهرة، منها: ما له علاقة بما ورد في سؤالك من أنك عندما تذهب إلى مكانٍ -سواء كان مكانًا جديدًا أو مكانًا مألوفًا- ينتابك شعورٌ غريب، مثلًا: أن يكون المكان جديدًا ولكن تشعر بأنك كأنك مررت به من قبل، والعكس صحيح مكان مألوف تشعر وكأنه مكانٌ غريبٌ جديدٌ عليك.

كنت أتمنى حقيقةً لو وصفت لنا أكثر ما هذا الشعور الذي ينتابك، وذكرت أنك تشعر بشعور غريب، ولكنك لم تصفه لنا بشكل مختلف، ولكن يُفهم من آخر سؤالك كأنك عندما تذهب إلى مكانٍ جديد ما، فإنك تستوعبه وتُرافقك صورة ذلك المكان حتى عندما تعود إلى المنزل.

أخي الفاضل: هذه الظواهر تعتبر ظواهر نفسية طبيعية، ولا تحتاج إلى علاج؛ لأنك ستتجاوزها -بإذن الله عز وجل- ولكنها يمكن أن تزداد وتشتد في حالات التعب والإرهاق، أو الجوع والعطش، أو وجود ما يشغل بالك من قضايا، ففي مثل هذه الحالات يجد الإنسان نفسه أكثر تعرُّضًا لمثل هذه الظواهر.

كما ذكرتُ لك هذه الظواهر النفسية لا تحتاج إلى علاج مُحدد، وإنما لتغيير نمط الحياة الصحي من ناحية العبادة والنوم والتغذية المتوازنة، والنشاط الرياضي، وخاصة لمثل سِنّك، فأنت في الثامنة والعشرين من عمرك، فالنشاط الرياضي أمر أساسي، وجزء يومي من حياتك.

فأرجو -أخي الفاضل- أن تعكف على هذه الأمور، والتي عادةً نضعها تحت عنوان (نمط الحياة الصحي)، وبإذن الله عز وجل ستتجاوز هذه الظواهر، وتختفي حتى تعود إلى الطبيعة التي تود أن تكون عليها.

داعين الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً