السؤال
السلام عليكم.
أنا أريد أن ألتزم، ولكني أتجنب من حولي، وأصمت ولا أجد أنيساً، أحس أحياناً أن هذا تشدد، وبأني منافقة، وأفعل ذلك للهروب من الناس، ولكن لن أستطيع العيش وحيدةً، فأفكر أحياناً بالبقاء معهم.
المشكلة أني أجد وأسمع عن الدين شيئاً وعن الواقع شيئاً آخر، والمشكلة أني لا أقوم بصلة رحم، ولا بالتواصل مع الجيران، ولا مع الأصدقاء، وأتجنب الحديث عن أي شيء، والصمت لا يحل المشكلة، وإن تكلمت وقعت في الخطأ، ولا أدري ما يحدث حولي!
أحس أحياناً أنه بسبب الظروف الصعبة أتصرف هكذا، وأنا أتهرب من الدراسة وأقول إني لا أريدها، وأهلي تعبوا من نصحي، وكلامهم صحيح، وهم يضعون فيّ الأمل، وأنا متأخرة في الدراسة، كل أهل بيتي تعبوا بسبب ضيق المعيشة، وكل من حولنا هكذا.
جسمي يؤلمني، وليس باليد حيلة، وعندما أسمع عن حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم -والحياة الشرعية، والتربية الدينية، وتربيتنا نحن، أتمنى لو كنا كذلك، ولكن هل بالأماني! إن أردت أن تكون طبيعياً فعليك بالاندماج مع من حولك، وتسمع للذي يقولون.
أهلي أخذوا عني فكرة أني متشددة، وأنا أريد عوناً على الطاعة، ومن يذكر بها، ولكن عندما أنظر إلى أمي في البيت مع عملها المتواصل، وأبي يهم للقمة العيش والديون، أقول لنفسي: إذا كنت مكانهما ستفعلين مثل ما يفعلان، وستنشغلين بالدنيا، وأنت فعلاً كذلك، لكنك تظهرين خلاف ذلك عند الشدة، فكيف أتصرف؟
كيف أخلص لله وأوحده وأعبده، وأعيش مع من حولي؟ طبيعة الناس من حولي يقولون إني متعالية، ولا أتحدث مع أهلي وأقاربي من الرجال والنساء، وأكتفي بالصمت، ونتيجة لذلك أصبحت وحيدة، ودراستي تغيبت عنها لفترة، وعلي تراكمات، وعندما أذهب للجامعة أرجع للبيت وأنام، ولا أقرأ، وأقول لنفسي دراسة الطب صعبة لا تناسبك، وتشغلك عن ذكر الله، إلا إني لا أذكر الله كثيراً إذا فرغت، فماذا أفعل لأعيش حياة سوية من غير إفراط ولا تفريط؟