الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مع ظروف الحرب زاد لدي الاكتئاب والقلق، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أتناول أدوية الاكتئاب منذ أشهر، وبدأت بالسيروكسات، لكني عدلت عنه لما سبب لي السمنة، وقلة الرغبة، وحولتني طبيبتي إلى علاج (فليوكسون ديفول)، وصرت أتناول 3 حبات يومياً، و5 مغ (اريبيبرازول) مساء.

المشكلة أني لا زلت مكتئبة، وشديدة القلق، خاصة مع ما يجري من حرب عندنا، تنتابني حالات هلع خفيفة، ولكني غير مستقرة، ولا أستطيع أن أساعد أولادي وعائلتي على مواجهة المحن التي نحن فيها.

نصحتني طبيبتي بزاناكس، آخذه كمهدئ، وأنا خائفة من التعود والإدمان، فما رأيكم؟

أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

طبعًا الطبيبة النفسية التي قامت بفحصك من خلال المقابلة المباشرة، هي أفضل مني؛ لأن تقديراتها الإكلينيكية تكون تقديرات مباشرة، فيما يتعلق بتشخيص حالتك، لذا هي قد وضعت لك الجدول العلاجي الدوائي الذي ذكرته.

بالنسبة لـ (فليوكسون) و(إريبيبرازول) هي أدوية في الأصل مضادة للذهان، لكن تستعمل أيضًا في علاج الاكتئاب النفسي، وهي بالفعل لا تؤدي إلى زيادة في الوزن.

الاكتئاب الظرفي الآن الذي تمرين به نسبة للأحداث المؤسفة، والمأساوية وظروف الحرب؛ قطعًا هذه لا تُعالج عن طريق الأدوية فقط، بالفعل هي محنة وبلاء، ويعالج -إن شاء الله تعالى- بالصبر والدعاء والتجلُّد، ولكن النفس البشرية قد تضعف، ومن الطبيعي جدًّا أن يكون الإنسان في حالة من القلق، لكن -كما ذكرنا- يجب أن تُحرِّكي دفاعاتك النفسية الداخلية، دفاعات الإيمان، دفاعات الصبر، دفاعات أن هذا البلاء قد وقع على جميع الناس، وحين تكون مثل هذه المصائب عامة، هذا قطعًا من الناحية النفسية، أثره أقلَّ من أن تكون الأمور شخصية، بمعنى أن الكارثة قد وقعت على أكثر من شخص، وليس على شخص واحد.

عليكم بالتآزر والترابط المجتمعي، وطبعًا الجلوس مع الأهل ومع الأرحام، ومع الأسرة، فيه شيء من المساندة والمؤازرة، أيضًا حاولي بقدر المستطاع أن تنامي نومًا جيدًا في أثناء الليل، حاولي أن تقومي بأي تمارين رياضية في حدود ما هو ممكن، وبذلك -إن شاء الله تعالى- تستقر الأمور.

ربما تكونين محتاجة لدواء آخر يُحسِّن المزاج ويزيل القلق، عقار مثل (ترازدون)، بجرعة 50 مليجرامًا ليلًا، ربما يكون مفيداً؛ لأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وليس له أثر سلبي على رغبات الإنسان.

أمَّا بالنسبة لـ (زاناكس) والذي يُعرف علميًا باسم (ألبرازولام) فهو دواء طيب ولطيف جدًّا، إن استعمله الإنسان في نطاق ضيق، وبجرعات صغيرة، ولمدة قصيرة، لا أرى أن هنالك ما يمنع في أن تتناوليه بجرعة ربع مليجرام فقط، صباحًا ومساءً، لمدة ثلاثة أيام فقط، ثم ربع مليجرام، ليلًا لمدة ست ليالٍ، ثم ربع مليجرام، ليوم بعد يوم، لمدة أربع ليالٍ، ثم توقفي عن تناوله.

هذا هو البروتوكول الذي نستعمله في حالات القلق الحاد، الناتج من الضغوط النفسية، أو الأحداث الحياتية السلبية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في الإسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً