الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع مشكلة الثرثرة التي أرهقتني؟

السؤال


عندي مشكلة الكلام الكثير والثرثرة؛ حيث أستمر في الكلام مع الناس بطريقةٍ مستفيضةٍ، ووصل الأمر لحد المرض، حتى أحس بالتعب من الكلام الكثير، سواء في التنفس، أو الشعور بالدوخة، ومع ذلك أضغط على نفسي لأستمر في الكلام مع أن أحدًا لا يجبرني على ذلك.

فما هو سبب ما يحدث، وكيف أتخلص منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم -أخي الفاضل- هناك من الناس من يعاني من كثرة الكلام؛ حيث يجد نفسه مُغرقًا في الكلام دون توقف، وقد يعود هذا للعديد من الأسباب، منها بسيط لا يحتاج إلى علاج، ومنها قد يكون مؤشرًا على أن الشخص يعاني من أمرٍ ويحتاج إلى العلاج، فمن الأمور البسيطة:
- أن يكون مجرد عادة اكتسبها الإنسان لسببٍ ما، وهنا عليه أن يحاول أن يضبط هذا السلوك.

- وأحيانًا قد تكون كثرة الكلام مؤشرًا على أحد الاضطرابات النفسية كالتوحُّد مثلًا، أو اضطراب ثنائي القطب، أو غيرها من الاضطرابات النفسية.

ولكن ما هو المؤشر على أن الكلام الزائد قد بلغ حدًّا غير مقبول؟ من ذلك:
- أن يقاطع الإنسان الآخرين على الدوام، وكما يُقال يستلم الميكروفون.
- أو أنه يُغرق في تقديم المعلومات الخاصة عنه نتيجة كثرة الكلام.
- أو خوفه من مرحلة الصمت، فهناك أناس يخشون الصمت، وبالتالي يشعرون أن عليهم أن يملؤوا هذا الصمت أو هذا الفراغ بالكلام الكثير.

ومن مؤشرات كثرة الكلام:
- أن يتكلم الإنسان أكثر ممَّا يستمع.
- وأحيانا قد يقوم بتغيير الموضوع المتحدث فيه بما يناسبه هو.

أمَّا أنواع كثرة الكلام - والذي ربما قد يصل إلى المرحلة المرضية- هو ما يسمى (ضغط الكلام)، أو (الكلام القهري)؛ حيث يجد الإنسان صعوبةً في إيقاف هذا الكلام، أو الكلام الذي يرتفع فيه الصوت.

أمَّا كيف يمكن للإنسان أن يتغير؛ فهناك بعض الأمور التي يُنصح بها والتي تدخل تحت الإدارة الذاتية، منها:

- أن يحاول الإنسان أن يُعطي مجال الاستماع فرصة أكثر من الكلام.
- ومنها أيضًا أن يُعيِّن وقتًا مُحددًا يسمح لنفسه فيه في الكلام، ومتى ما انتهى هذا الوقت يتوقف عن الكلام مهما كانت الظروف.
- وأخيرًا: أن يكون هذا الشخص منتبهًا أكثر إلى المؤشرات الاجتماعية، كأن يرى ملل الناس الموجودين، أو رغبتهم بأن يتوقف عن الكلام، فهنا لا بد أن يتوقف.

فإذا كنت -أخي الفاضل- تشعر أنها مجرد عادةً اعتدت عليها، فعليك أن تحاول أن تضبط نفسك من خلال بعض المهارات الاجتماعية التي ذكرتها لك، وإن شككت أن الأمر تجاوز موضوع الكلام، فيمكن هنا أن تستشير أحد الأطباء النفسيين، فأحيانًا -كما ذكرت لك- كثرة الكلام قد تكون أحد مؤشرات بعض الاضطرابات النفسية.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويُعينك على تغيير هذا الأمر، طالما أنك منزعج منه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً