الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أترك زوجتي في وطني أم أحضرها معي إلى بلاد الغربة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الطيبين

صراحة، موضوع الزواج لا زال يؤرقني بسبب الأوضاع التي نعيشها الآن، شهوتي كل مرة تزداد بقوة، وأخشى على نفسي كثيرًا، كل مرة أطرق بابًا و-لله الحمد-، ولكن أجد عوائق، خاصة الأمور المادية، التي أصبحت شاغل الكثير من الأسر.

هل يلزم على الزوج أن يوفر كل شيء حين يتقدم للزواج؟ لأن ذلك يأخذ وقتًا كثيرًا، خاصة عن طريق الحلال، كما هو معلوم أن الحلال يجعل الإنسان معتدلًا في الحياة.

أنا أعيش في الغرب، فهل تؤيدون أن أتزوج في بلادي، وأترك زوجتي مع أهلي أو أهلها مدة من الزمن، وبعدها تلتحق بي؟ طبعًا سأزورها مرة كل ثلاثة أشهر تقريبًا.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Zakaria حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يُعينك على بلوغ العفاف، ونبشرك بأن من الذين يعينهم الله: (طالب النكاح يريد العفاف)، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يضع في طريقك صالحةً تُسعدك، وتقبل بهذه الأوضاع، والبركة في يُسْر الزواج وفي يُسر المهر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

بلا شك أن الاستعجال في الزواج أمر في غاية الأهمية، حتى لو ظلت الزوجة في البلد الأصلي، وتزورها من حين لآخر، فإن هذا لا إشكال فيه؛ لأن الإنسان إذا ارتبط بالحلال فإنه عند ذلك سينشغل بالحلال، ولن يجد الحرام -بإذن الله- سبيلًا إلى نفسه، وسعدنا جدًّا بحرصك على أن تعفَّ نفسك، ونبشرك بأن الله -تبارك وتعالى- يغني من فضله، قال الله تبارك وتعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} كأن قائلًا يقول: من أين المال؟ قال العظيم: { إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، والسلف فهموا هذا وأيقنوا بهذا، فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، وفي النكاح الغنى؛ لأن الزوجة تأتي برزقها، والأطفال يأتون بأرزاقهم، و(طعام الاثنين يكفي الأربعة).

ففي النكاح الغنى؛ لأن الإنسان يشعر بقيمة الأموال فيحافظ عليها؛ ولأن الرجل يبدأ يسعى في طلب أعمال إضافية، إلى غير ذلك من البركات التي تحل على من يتزوج ويحرص على الحلال.

ونحب أن نؤكد أن الزواج بالمرأة من الوطن الأصلي أو من البلد، ثم التحاقها بك فيما بعد، هذا من الأمور التي -ولله الحمد- ستكون موفقًا فيها؛ لأنه من المعروف عند أهلنا في الأرياف وفي البلاد أنهم يتفهمون مثل هذه الظروف، وعلى كل حالٍ ندعوك إلى المبادرة بالزواج؛ لأن الإنسان إذا خاف على نفسه ينبغي أن يُبادر بطلب الحلال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

إذًا نحن نُؤيِّد أن تتزوج في بلادك، حتى لو اضطررت أن تترك الزوجة لبعض الوقت، أو تعود إليها بعد فترة، كلُّ ذلك مما ينبغي أن يكون واضحًا من البداية، وبلا شك هذا سيكون فيه الخير الكثير، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً