الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بفتاة تمتنع وترفض لبس النقاب، ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت في علاقة باطلة مع فتاة، ولمدة تقارب ثلاث سنوات، بنية الزواج، كنا نتفق أحياناً، وأحياناً لا نتفق.

بعد مرور مدة لا بأس بها طلبت منها أنه من الممكن أن أطلب منها أن تلبس النقاب، إن تحتم الأمر، فأبدت رفضها لذلك، وتصالحنا، ومرت الأشهر، إلى أن وصلنا إلى صراع شديد بسبب النقاب، وما زالت ترفض، فأراد الله أن ينير أبصارنا وينقذنا مما كنا فيه، فكل منا ابتعد، وتأكدت بأن ذلك من مشيئة الله وقدره.

الحمد لله، تبت إلى الله، ودعوته أن ينير بصيرتنا، ويصلح قلوبنا، مرت أيام واستبقيت نيتي بأن أطلب الفتاة بما يرضاه الله، وذلك من والدها، وبحكم أني أعمل في دولة أخرى أردت طلب رقم الوالد من الفتاة، فأخبرتها بما أنوي، وأننا يجب أن نقوم بتصحيح أخطائنا أمام الله، فقامت برفضي، والإصرار على موضوع النقاب، وأنها لن تلبسه، فما كان مني إلا أن توقفت عما كنت سأفعله.

السؤال: هل ما نويت فعله بخطبتها من والدها لتصحيح ما اقترفناه أمام الله ونيل مرضاته صحيح، أم يجب أن أبتعد عنها؟ مع أني لم أستطع الابتعاد عنها بحكم أني أحبها وأريدها زوجة لي بما يرضاه الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُبعدك عن المخالفات الشرعية، قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).

أوَّل ما نذكِّرُك به هو ضرورة التوبة النصوح، والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونحمد لك هذا المسعى الذي حاولت من خلاله أن تصحح هذا الخطأ، ولكن إذا كانت الفتاة لا تستجيب فنحن لا ننصح بإجبارها على أمر لا تريده، وأيضًا لا نريد لك أن تدخل حياة يوجد فيها مثل هذا الإشكال.

لذلك نحسب أنك أديت ما عليك، وأرجو أن تتوب وتُعدِّل طريقك وسيرك إلى الله تبارك وتعالى، وتطلب الفتاة المنقبة صاحبة الدين، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين هذه المرأة الصالحة على الخير.

أكرر دعوتي لك بأن تُوقِف هذه العلاقة حتى تُوضع في إطارها الصحيح، فليس من الصواب أن تستمر في العلاقة رغم أنه لا يوجد رباط شرعي، ولا يوجد ما يُبرر هذه العلاقة، فالغطاء الشرعي أن تكون الفتاة مخطوبة، والخطبة أيضًا ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، لكن تُبيح للرجل أن يزور الفتاة وأن يكلِّمها في مشهدٍ من أهلها، وكذلك أن يكون هناك عقد زواج، هذا طبعًا يُتيح فرصًا أكبر، أمَّا غير ذلك فلا يجوز الاستمرار في التواصل مع الفتاة، إلَّا بعد المجيء للبيوت من أبوابها، والتأكد من رغبتها، ورغبة أهلها في إكمال المشوار، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.

إذا كانت الفتاة قد رفضت مجرد التواصل مع أهلها، فلا سبيل لك في التواصل معها، ونسأل الله أن يتوب عليك وعليها، وأن يردكم إلى الحق ردًّا جميلًا، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً