الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرة بين آراء زوجي الصيدلاني وأمي الطبيبة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدتي طبيبة نساء وتوليد، متخصصة في مجالها، ونالت درجات عالية في هذا المجال، وأنا أتابع معها حملي، وهي تطلب مني عمل السونار والتحاليل كل فترة، وتوجهني لأدوية ما وتمنعني من غيرها.

زوجي غير مقتنع بأن السونار مهم، وأنا أعاني وأخاف من إخباره بأني ذاهبة لعمل السونار، حتى لا يمنعني منه، وهو مقتنع أن بعض التحاليل غير مهمة، وهو صيدلاني فقط ليس متخصصًا في الطب.

زوجي يوجهني لأدوية والدتي تمنعني منها، وتخبرني بعوائدها عندما أسألها عن سبب المنع، لم آخذ تلك الأدوية خوفًًا من عوائدها، سألني مرارًا عن سبب عدم تناول الأدوية التي يوجهني عليها، وأخبرته بالسبب فلم يقتنع، هو غير مقتنع بأهل التخصص والطب، ويعتقد أنه يفهم أكثر من أي أحد في مجاله، ويكره الأطباء.

آخر مرة حدثني عن دواء ما ولمَ لا أتناوله، وهو يذكرني به مرارًا، وناقشته حول الأمر فغضب وقال لي: إنك لا تثقين برأيي، وتشكين في كلامي، فعُدت وأرسلت له رسالة أفهمه بهدوء وبالكلام الطيب، فلم يرد، ورجع للبيت وفوجئت به يأخذ غطاء النوم لينام في غرفة أخرى.

استفساراتي لكم:
- هل يحق له كل ما ذُكر؟
- هل يحق له إجباري على اتباع نصائحه الطبية وعدم اتباع الطبيب؟
- هل يحق له هجري بالكلام أو في الفراش؛ لأني اتبعت كلام الطبيب المختص، ولم أتبع كلامه المعارض للطبيب؟
- هل يحق له مخاصمتي ومعاملتي بجفاء لأني أنفقت من مالي الخاص على شيء أباحه الله، كالتزين له وهو غير مقتنع به؟
- هل يحق له إجباري على رأيه فيما أنفق حتى من مالي الخاص، مما هو مباح، ولم يكن فيه إسراف؟
- هل من الطبيعي أن أعاني كل تلك المعاناة في مثل هذه الأمور؟

أفيدوني وجزاكم الله خيرًا، وأرجو رجاء حارًا أن لا تحيلوني لشيء آخر، وادعوا لي بالصبر والتحمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بالحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ونرجو أيضًا أن يتفهم أن الرجوع لأهل الاختصاص وأهل الذكر هو المطلب الشرعي، قال العظيم: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، فنحن بحاجة في كل علمٍ إلى أن نلجأ إلى أهل الاختصاص.

وما تطلبه منكِ الوالدة والطبيب المختص هو الصواب، وليس من الطاعة للزوج طاعته في أمرٍ لا يُرضي الله، أو طاعته في أمرٍ لا يحقق المصلحة أو يجلب الضرر. ولكن من المهم جدًّا استرضاء الزوج، وتطييب خاطره، والصبر عليه، كلُّ ذلك مطلوب، لكن لا تفعلي شيئًا فيه ضرر بالنسبة لك، أو لا تفعلي شيئًا يصفه لك إنسان غير مختص، سواء كان زوجك أو غير الزوج، ولا يجوز حتى الدخول على النت وأخذ أدوية وكذا، أخذ الأدوية والتوجيهات أو النظام الغذائي، كل ذلك ينبغي أن نرجع فيه لأهل الاختصاص؛ لأن ما يكتب في الإنترنت من معلومات قد تكون مناسبة لشخص دون شخص، أمَّا الطبيبة أو الطبيب المختص فهو يفحص الحالة، ويحدد احتياجاتها بناءً على ظروف المريض، أو ظروف المرأة الحامل.

ولذلك كوني مع أهل الاختصاص، ولاطفي زوجك، ولا تشعريه أنك تعاندينه، ولكن بيِّني له أنك سألت المشايخ وأهل العلم، وأنهم قالوا: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، وأهل الذكر هم أهل الاختصاص، كلٌ في فنه، وكلٌ في مجاله، وحتى أهل الاختصاص ينبغي أن يُدقِّقوا؛ لأن الدواء الذي يصلح لهذا قد لا يصلح لغيره، بالتالي الطبيب لا يُعطي أدوية إلّا بعد الفحص، إلَّا بعد تحديد درجات أشياء كثيرة، وبناء عليها يكتب الوصفة العلاجية.

وبالنسبة للزوج عامليه ولاطفيه، وأحسني إليه، وتحملي منه، ولا تقابلي عناده بعناد، ونسأل الله أن يعينك على الصبر، لكن أكرر: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا طاعة لمخلوق فيما يجلب الضرر للإنسان، نحن إنما نسمع كلام أهل الاختصاص، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
_______________________________
انتهت إجابة: د. أحمد الفرجابي .. المستشار التربوي.
تليها إجابة: د. عطية إبراهيم محمد.. استشاري الطب العام والجراحة
______________________________

متابعة الحمل ليست ترفًا، بل ضرورة يحتمها العلم والحاجة إلى سلامة الأم والجنين، وكثيرًا ما تتعرض السيدات الحوامل إلى مشكلات في كسل الغدة الدرقية، وإلى سكر الحمل، على الرغم من أنها لا تعاني من مرض السكري في الأساس، كما قد تعاني السيدات الحوامل من التهاب المسالك البولية، ومن ارتفاع ضغط الدم، وغير ذلك الكثير من الأمراض التي يمكن من خلال متابعة الحمل والعلاج الوقائي؛ الحفاظ على حياة الأم والجنين.

وفحص الحمل بالسونار أمر غاية في الأهمية، على الأقل 4 مرات أثناء الحمل، إن لم يكن أكثر.
- السونار الأول عادةً ما يتم في الفترة من الأسبوع 6 إلى 8، لتأكيد الحمل، والاطمئنان على وجود نبض قلب الجنين.
- السونار الثاني عادةً ما يتم عمله في الأسبوع 12، للكشف عن التشوهات الخلقية، والمشكلات المحتملة.
- السونار الثالث يُجرى عادةً في الفترة من الأسبوع 18 إلى 20، لتحديد جنس الجنين، والكشف عن التشوهات، ومتابعة نمو وقياسات الجنين.
- السونار الرابع قد يتم في الثلث الثالث من الحمل، في الأسبوع 30 من الحمل، لمراقبة نمو الجنين، وقد تحتاج بعض السيدات إلى مزيد من الفحوصات بناءً على حالات صحية معينة أو مضاعفات.

وهناك أدوية مسموح بتناولها أثناء الحمل، وهناك أدوية مصنفة أنها ضارة للحمل، ولا يتم وصف الدواء أو الفيتامينات إلا بعد البحث عن تصنيف الدواء طبقًا للتصنيف العالمي للهيئة الأمريكية للغذاء والدواء FDA، ومن الأدوية المسموح بتناولها بداية حتى من قبل الحمل وأثناء الحمل: فيتامين D3 (جرعة 1000 وحدة دولية) يوميًا، وغير مسموح بتناول الفيتامين الأسبوعي.

ومن المسموح والواجب تناوله قبل وأثناء الحمل حبوب فوليك أسيد 1 مج يوميًا، وقد يمكن زيادة الجرعة إلى 5 مج في بعض الأحيان، مع أهمية فحص صورة الدم CBC، وفي حال تشخيص فقر الدم يتم تناول حبوب الحديد بعد الشهر الثالث من الحمل، ويتم فحص وظائف الغدة، وفي حال تشخيص الكسل يتم تناول دواء الغدة البديل.

باقي الأدوية يتم تناولها حسب الحاجة وحسب تصنيف الأمان، ولا شك أن الزوج -حفظه الله- يحب زوجته، ويحب الجنين، ويريد أن تكون له بصمة في متابعة الحمل، لكن يجب أن نأخذ بالعلم لا بالعواطف، وكون الوالدة -حفظها الله- طبيبة نسائية، فهذا أمر جيد، ويمكن مناقشة الأدوية المختلف على تناولها بالرجوع إلى مدى سلامتها، طبقًا للتصنيف العالمي، وما هو آمن من تصنيف A & B، لا بأس من تناوله للضرورة، وما هو غير آمن أو متأرجح الأمان في تصنيف C& D، لا يصح تناوله.

مع أهمية فض الصراع بين المحبين (الصيدلاني والطبيبة)، والاحتكام للعلم، والتفرغ لما هو أهم، وهو العبور بالحمل إلى بر الأمان، ولن ينقص من قدر الزوج شيء إذا رجع عن رأيه، ولن ينقص من قدر الأم شيء إذا كان رأي الزوج مطابقًا للبروتوكول الطبي، ونهمس في أذن الزوج أن الدعم النفسي في هذه المرحلة من الولادة مهم جدًا؛ لسلامة الأم والجنين، والمطلوب منك الدعم الكامل في كل الأحوال، ولا تجعل العاطفة تنسيك الواجب.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً