السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشكلة قد تبدو للوهلة الأولى أنها سخيفة وغريبة بعض الشيء، ولكن جوابكم سيعني لي الكثير.
مشكلتي: أنني أعاني مؤخرًا من بعض الوساوس، وحديث النفس، ولا أدري كيف أسميه؛ فأنا فتاة عازبة، وكأي بنت تريد الزواج وبناء أسرة خاصة -فقد بلغت 37 من عمري-، ولا زلت أدعو ربي بالزوج الصالح، وعندي يقين وثقة بالله أن الله لن يخيبني.
ولكن مؤخرًا بدأت تنتابني بعض الأفكار؛ فمع الحروب، والظروف التي يمر بها العالم، وخاصةً أني متأثرة جدًا بما يحدث لإخواننا في غزة، فقد تغيرت نظرتي للحياة، وكأني فقدت الشغف بها، وخاصةً عندما أسمع عن علامات الساعة الكبرى، وأن الفساد قد عم العالم: من قتل، وفساد، وتدمير، وغلاء، فأقول في نفسي: كيف لي أن أفرح، أو أن يفرج علي ربي في مثل هذه الظروف القاسية؟ وكأني أقول: لن أتزوج وأفرح حتى يفرج الله عن هذه الأمة، وكأني ربطت استجابة دعائي بالفرج لهذه الأمة المكلومة، وكأني أقول: إنه ما دامت هذه الدنيا مظلمةً؛ فلن يرى دعائي النور حتى يعود النور، وتشرق شمس هذه الأمة، وأنه ما دمنا في آخر الزمان، فلماذا أرسم لأحلامي طريقًا ورديًا، بينما يجب علي أن أزهد، وأعتكف، وأنتظر الساعة؟
لا أعلم إن كنت قد أوصلت لكم ما يجول في خاطري، أم لا؟ فلا أحد يفهمني، ولا أحد ينصحني؛ لذا أرجو منكم نصحي وإرشادي من أجل نزع هذه الأفكار، وزيادة يقيني بربي.
من فضلكم: أنا بأمس الحاجة لمن يرشدني، بالرغم من أني أحفظ كتاب الله، وأصلي، وأذكر الله، وأجاهد نفسي على إصلاحها، ولكن لا أعلم ما سبب هذه الأفكار؟
وفي النهاية: بارك الله بكم، وفي جهودكم، وأرجو أن تدعوا لي بالزوج الصالح، المصلح، التقي، النقي، عاجلاً غير آجل.