السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سوف أكتب لكم ما أعاني منه، ولتشخيص حالتي بدقة سوف أكتب كل الذي أحس فيه.
عندما كنت صغيراً تقريباً وأنا في الابتدائية، كنت دائماً أشتكي من قلبي، وأحس كما لو أن قلبي يتوقف وروحي تطلع وأفقد توازني وتنمل أطرافي وأصرخ، فيقوم الوالد ويذهب بي إلى المستشفى، وأعمل تخطيطاً للقلب، ويقولون لي: أنه لا يوجد في شيء، وسليم مائة بالمائة.
بعدها توقفت هذ الحالة عني لمدة سنوات طويلة إلى أن تخرجت من الجامعة وتوظفت وظيفة مؤقتة لمدة أشهر معدودة.
في آخر هذه الأشهر جاءتني الحالة وأنا في الدوام فشعرت أن أذني أغلقت، ولا أستطيع ألتنفس، وأطرافي نملت، وكأن روحي ستطلع مني، ذهبت أجري للمستشفى، وقالوا: لا يوجد في شيء.
بعد أن انتهيت من العقد أتاني عقد عمل ثان ورسمي في إحدى الوظائف، وكان يتطلب علي أني أذهب إلى الرياض وأجلس فترة شهرين، وكانت هذه مدة الدورة.
المهم أول 4 أيام قضيتها هناك لم يكن في شيء، وقبل بداية المرض أحسست أن لدي احتقاناً في الحلق، وأحس أنه يوجد شيء داخل أذني، وأحس أني أريد أن أنظف أذني، مع أني ذهبت للأطباء، وقالوا: أن أذني لا يوجد بها شيء، بعدها بدأت معي الحالة، وصارت تأتيني نوبات هلع وأضطر أن أخرج من المكان الذي أنا فيه.
وكنت أدخن بشراهة قبل ما أصاب بهذا المرض، يعني معدّل بكتين في اليوم أو أكثر، وصرت لا أقدر أنام؛ لأنه قبل أن أنام أحس أني سأموت، وأوسوس بشكل غير طبيعي إلى أن أنام وأنا لا أشعر بنفسي، وكنت أحس أني لا أعيش في هذا الواقع، وأن كل الذي أعيش فيه مجرد وهم، وأحس بشيء في عيني يضايقني ولا أستطيع التركيز في أي شيء، وكأني أعيش في حلم، أو كأنه شخص بداخلي هو الذي يحركني، وكنت دائماً أبكي بشكل غير طبيعي إلى أن رجعت وتركت وظيفتي.
راجعت شخصاً مختصاً في البرمجة اللغوية العصبية، ونومني إيحائياً، وأحسست أنه لا يوجد في شيء، وهذا الشعور كان ذلك اليوم، ورجعت مثل ما أنا بعدها.
ذهبت إلى شيخ ليقرأ علي، وقال أني مصاب بعين، وأعطاني زيتاً أتدهن فيه كل يوم، بعدها شعرت بأنه لا يوجد فائدة،وذهبت لزيارة طبيب نفسي فأعطاني أدوية أحدها زاناكس وبروزاك ودواء ثالث نسيت اسمه، لكن هذه الأدوية جعلتني خاملاً وأنام كثيراً، لكن شعرت بتحسن في حالتي وتوقفت عن الأدوية بعد 3 أشهر بدون علم الطبيب، والآن أشعر أني ارتحت من مشاكل كثيرة، أهمها أني صرت لا آكل أظافري، وطولت أظافري؛ لأنه ما تخيلت في يوم يكون عندي أظافر، وكذلك لا تأتيني نوبة الهلع.
وبقي في الشيء الوحيد الذي ظل هو الشعور بظلمة في الحياة، وأن الحياة ما لها أي معنى، ولا أشعر بمشاعري ناحية الناس، حتى وأنا وسط أهلي، مع العلم أني لست متزوجاً، ووالدي ووالدتي على قيد الحياة -ولله الحمد- وكل إخواني موجودين ولا ينقصني أي شيء من هذه الناحية، لكن معلومة لابد أن أذكرها وهو تعامل والدي شديد القسوة، حتى وأنا بهذا العمر، والشعور الآخر الذي أحس فيه الآن هو عندما أنظر إلى أي إضاءة أحس حولها هامة من الظلمة، وأن الدنيا ستنتهي، وأن يوم القيامة قد قرب.