السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم المشي بانتظام، بدون النظر لأحد -رجالًا أو نساء-، هل يعتبر من الكبر والغرور؟
شكرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم المشي بانتظام، بدون النظر لأحد -رجالًا أو نساء-، هل يعتبر من الكبر والغرور؟
شكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك إلى صالح القول والعمل.
سؤالك يدل على حرصك على رضا الله تعالى، كما يدل على اهتمامك بتهذيب النفس، وتطهير القلب، فنسأل الله أن يثبتك على ذلك.
المشي بانتظام بدون النظر إلى أحد، إن كان بدافع الحياء، أو حفظ النظر، لا يُعد كِبْرًا ولا غرورًا، بل قد يكون أدبًا ووقارًا، وحرصًا على تجنّب فضول النظر فيما لا ينبغي، وقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه "إذا مشى تكفّأ تكفُّؤًا كأنما انحطّ من صبب" [رواه الترمذي] وقال الإمام البغوي -رحمه الله تعالى- في شرح السنة: "قوله: تكفأ، أي: تمايل إلى الأمام، كما تتكفأ السفينة في جريها، وقوله: تقلّع، أي: كان قويَّ المشية، يرفع رجليه من الأرض رفعًا بائنًا بقوة، لا كمن يمشي اختيالًا ويقارب خطاه تنعُّمًا" وكان لا يكثر الالتفات، وهذا من كمال الهيبة والانضباط، ولم يكن تكبُّرًا ولا تعاليًا، بل تواضعًا ممزوجًا بالحزم.
وأما الكِبر والغرور: فمكانهما القلب، ويظهران في سلوك الإنسان حين يحتقر غيره، أو يرى نفسه أفضل من الناس، أو يتعالى عليهم قولًا أو فعلًا؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الكِبر: بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس" [رواه مسلم]، أي: ردُّ الحق واحتقار الناس.
فلو مشيتَ بنظام وهيبة، دون إيذاءٍ لأحد، ودون احتقار لأحد، مع نية الاستقامة وغضِّ البصر، فهذا أدبٌ جميل لا كِبر فيه، فليس كل هدوءٍ في المشية، أو عدم نظرٍ إلى الناس، يُعدّ غرورًا، وإنما النية هي الأساس، فإن كنتَ على خُلُقٍ حسن، وتحترم الناس، وتتواضع في سلوكك، فلا حرج في طريقة مشيك.
رزقك الله التواضع في الظاهر والباطن، وثبّتك على الخير.