الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلفت مع زوجتي على الكنية..فكيف نحل المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم.

توفيت زوجتي -رحمها الله- ولدي منها أولاد وبنات، ومن ثم تزوجت من امرأة مطلقة، ولديها ولد يعيش معي اسمه محمد، وأنجبت منها ولدًا أسميته عبد الله، وتقول لي سأبقي كنيتي بأم محمد، قلت لها كيف تتكنين باسم الولد محمد الذي هو من مطلقك، ولدي منك ولد اسمه عبد الله؟!

السؤال: هل يحق لها التكني بأم محمد الذي هو من مطلقها، ويحمل اسماً آخر، وهي على ذمتي، وأنا زوجها الحالي، وأرغب أن تتكنى بأم عبد الله؟ أرجو الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم والأستاذ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك اهتمامك وحرصك على السؤال، ونسأل الله أن يوفقكما، وأن يصلح الأحوال، وأن يعينكما على إدارة هذه المسألة بكل لطف ورفق، وأرجو ألَّا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، ونسأل الله أن يبارك في محمد، وأن يبارك في أخيه عبد الله، وأن يُصلح لنا ولكم النية والذرية.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن بعض الناس يصرّون على أن تكون الكنية بالابن الأكبر، وفي هذه الحالة الابن الأكبر هو ابنها محمد، وهذا من الأمور التي أرجو أن تضعها في الاعتبار، وكونها تريد أن تُكنى بأم محمد لا أعتقد أنه يضيركم في شيء كثير، وأنت -ولله الحمد- لك (عبد الله) كغيره من الأبناء والفضلاء.

فنتمنى ألَّا يكون هذا الموضوع سببًا لأزمة، ولا علاقة لهذا بزوجها الأول أو طليقها السابق أو غير ذلك، فهي الآن تفاضل بين أبنائها، ومحمد ابنٌ عزيز من أبنائها، وعبد الله ابنٌ غال من أبنائها، لكن محمد يظل هو الأكبر.

ما نريد أن نقوله: كنا نتمنى أن تُدار الأمور بأحسن من هذا أو بأفضل من هذا، وعلى كل حال، نتمنى ألَّا يكون هذا سببًا لخصام بينكما، ونحن نجد في واقع الحياة أن الرجل قد يكون له أكثر من كنية، وأحيانًا ينادونه بالابن المحبوب إليه، أو بالابن الأكبر، أو بالابن الذي يجيء على اسم والده.

ولذلك نتمنى ألَّا يكون هذا سببًا للخصام والشقاق بينكما، ودعاؤنا أن يُصلح الله محمدًا، وأن يُصلح الله عبد الله، وأن يؤلّف بين القلوب، ويغفر الزلات والذنوب، والمهم في العلاقة الزوجية هو القيام بالواجبات الأساسية والحقوق الأساسية التي يؤديها الإنسان، ونتمنى أيضًا أن تتواصل الزوجة لتعرض وجهة نظرها حتى نناقشها ونحاورها.

نحن كنا نتمنى أن يحصل وفاق وتوافق في هذه المسألة، ونتمنى أيضًا أن نعرف الطريقة التي تفكر بها، ونكرر الطلب بأن لا يكون هذا سببًا للخصام والمشاجرات والحساسيات داخل الأسرة، فمحمد أخٌ لعبد الله، وعبد الله أخٌ لمحمد، فنسأل الله أن يعينكما على تربية روح الأخوّة بينهما، وأن يعينك أيضًا على القيام بواجباتك تجاه محمد وتجاه أشقائه عبد الله ومن سيأتي بعده، وأن يُصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبلا شك، لو تواصلت زوجتك مع الموقع سنبيّنُ لها أهمية تلبية رغبة الزوج، ولا نعتقد أن هناك إشكالًا كبيرًا، ويمكن أن يناديها أهلك بـ (أم عبد الله)، ويناديها أهلها أو من تريد بـ (أم محمد)، ولن يكون في ذلك إشكال كبير، فالمهم هو أن تَصلح العلاقة بينكما، ونسأل الله أن يجمعكما على الخير، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً