السؤال
السلام عليكم..
أعاني من مشكلة كبيرة في النطق منذ أن كنت طفلاً صغيراً، تتمثل في صعوبة إخراج الكلمات، وهذا ما حد من مشاركتي في الحديث مع الناس، وأفضل السكوت خوفاً من الحرج.
أنا الوحيد في أسرتي وفي العائلة الذي أعاني من هذا المشكل الذي أصبح يعذبني في حياتي التي أصبحت بدون طعم، حتى أنني أفكر في بعض الأحيان بالانتحار والانتهاء من هذه المصيبة التي سلطها الله علي، ولم يجد أحداً غيري.
عندما أجلس وحدي أبدأ في التفكير في مستقبلي المجهول، وفي الماضي، وما عانيت منه من جراء هذه المشكلة حيث كنت أتعرض باستمرار في جميع أطوار الدراسة من مضايقات من طرف زملائي، وما كنت أستطيع أن أرد عليهم؛ لأن الكلمات كانت ترفض أن تخرج من شفتي، وعندما أتحدث أحس بضيق في صدري، وصعوبة في التنفس في كثير من المرات.
وعندما أريد أن أقول شيئاً فإنني لا أستطيع أن أنطق بالكلمات إلا بعد مرور حوالي دقيقة من الزمن.
لقد دعوت الله أن يشفيني من هذه الطامة الكبرى مند 15 سنة، ولم يستجب لي، رغم أنني ألاحظ أن درجة التأتأة قد قلت بنسبة 25%، بالمقارنة عندما كان عمري 19 مثلاً، أحس بحزن شديد عندما أرى إخوتي وأصدقائي يتحدثون بطلاقة، وأتمنى لو أنني كنت مثلهم، بل وأبكي بشدة وبحرقة كبيرة، بسبب ما أعاني من مشكلة في النطق؛ ولأنها تحول بيني وبين تحقيق طموحاتي.
أقول دائماً في نفسي: كيف أتزوج؟ وهل هناك فتاة تقبل الزواج من معاق؟ وأنني إذا تزوجت فإن أولادي سيكونون مثلي، وغير ذلك من الأسئلة التي لا أجد لها جواباً.
أسأل نفسي دائماً:
1-لماذا خلقني الله أعاني من هذه المشكلة؟ ولماذا لا أتكلم بشكل طبيعي؟
2- كيف أكون عنصرا فعالاً في المجتمع وأنا متلعثم؟
3- لماذا لم يبعث الله رسولاً معاقاً أو أبكماً، بل فصيحاً طليقاً؟
4- ما هي حكمة الله من أن يخلقني أعاني التأتأة؟
وغير ذلك من الأسئلة التي أحاول بها الوصول إلى الحقيقة.
وأزيدكم علماً واعذروني أنني كنت لا أؤمن بالله، وأشك في عدله جراء ما عانيت منه من مشاكل حياتية سببها التأتأة.
أرجو منكم أن تدلوني على علاج تام لهذه المشكلة؟
وهل يمكنني فعلاً أن أشفى تماماً من هذه العلة؟
وهل تنصحونني بالذهاب إلى الطبيب النفسي، علماً أن أخصائي التخاطب لا يوجد في مدينتي؟
هل هناك حل دون اللجوء للأدوية؟
أجيبوني يرحمكم الله، ولا تنسوا أخاكم من الدعاء لعل الله أن يفرج عني هذا البلاء العظيم.
اللهم احلل عقدة لساني واشفني يا أرحم الراحمين.
وبارك الله فيكم.