الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام أسفل الظهر بسبب الحمل الثقيل.. هل تستدعي الجراحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت معي أعراض آلام أسفل الظهر منذ ما يقارب خمسة أشهر، أعتقد أن السبب يعود إلى حملي وزنًا ثقيلًا على كتفي، قبل بدء الشعور بالألم بفترة، بالإضافة إلى جلوسي لفترات طويلة بطريقة غير صحية على الكرسي، حيث لم يكن لدينا أريكة -كنب-، فبدأ الألم بشكل قوي وشديد.

راجعت المركز الصحي، فنصحني الطبيب بتخفيف الوزن، ووصف لي بعض المسكنات مثل: (Celebrex - Naproxen - Myogesic)، وكانت هذه الأدوية تخفف الألم مؤقتًا -حسب اعتقادي-، إذ كنت أشعر براحة نسبية، ولكن مع الاستمرار عليها لفترة طويلة، لم ألاحظ تحسنًا فعليًّا.

منذ فترة طلبت إجراء صورة بالأشعة السينية (X-ray)، وكانت النتيجة -حسب ما أخبرني به الطبيب- أن لدي شدًّا عضليًّا في بعض عضلات أسفل الظهر، وبعد ذلك طلبت تحويلًا إلى طبيب العظام والمفاصل؛ لأن الطبيب في المركز الصحي كان طبيبًا عامًا.

قابلت طبيب العظام والمفاصل، وشرحت له حالتي، فأجرى بعض الفحوصات اليدوية على قدمي، وأخبرني أن النتيجة الأولية تشير إلى احتمالية وجود ديسك (عرق النسا)، -نسأل الله السلامة- بعدها قام بتحديد موعدين لي: الأول لإجراء فحص بالرنين المغناطيسي (MRI)، والثاني للعلاج الطبيعي، وذكر أن طبيعة هذا العلاج تكون داخل حوض السباحة.

قام طبيب العلاج الطبيعي ببعض الحركات العلاجية، حيث ضغط على العضلة القريبة من العصعص، باستخدام قبضة يده بقوة، وأحيانًا استخدم كوعه للضغط على منطقة الإلية، وفي الجلسة الثانية التي كانت اليوم بتاريخ 2 يوليو الموافق 7 من محرم، كرّر الطبيب نفس الحركات، وأشعر الآن بآلام أثناء كتابة هذه الاستشارة.

هذه هي حالتي -والحمد لله-، هل تنصحون بإجراء عملية جراحية بسيطة لتخفيف الألم؟ وما هي نصائحكم وتوجيهاتكم لي؟

والله هو الشافي المعافي سبحانه وتعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا حاجة للعمليات الجراحية، فمعظم آلام الظهر، خصوصًا عند الشباب في العشرينات من العمر، تكون ناتجة عن تقلص عضلي في عضلات الظهر، وغالبًا ما يكون الألم على الجانبين وليس في منتصف الظهر، كما أن الألم يزداد عند النهوض من وضعية الاستلقاء، أو عند الجلوس بشكل غير صحيح (كالاستناد الخاطئ)، أو عند حمل أشياء ثقيلة.

أما العلاج: فيكون تحفظيًا من خلال جلسات العلاج الطبيعي، وهي تمارين يمكن القيام بها في المنزل لتخفيف الحمل على عضلات الظهر، بالإضافة إلى تناول مسكنات الألم، مثل: كبسولات Celebrex 200 mg مرتين في اليوم، مع حبوب ميوجسيك كباسط للعضلات، وتشمل تمارين العلاج الطبيعي الاستلقاء على فراش أرضي، وثني الركبتين بالتناوب نحو الصدر، بمعدل 15 مرة، وتكرار ذلك 5 مرات لكل ركبة، وهو يُعد العلاج الأساسي لمعظم حالات آلام الظهر.

كذلك يمكنك استخدام منشفة أو ثوب خفيف، لشد إحدى الساقين إلى الأعلى، بمعدل 15 مرة، وتكرار ذلك 5 مرات، ثم تكرار التمرين للساق الأخرى بنفس الطريقة، وجميع هذه التمارين تهدف إلى تخفيف التقلص في عضلات الظهر، وتقوية عضلات الفخذين الأمامية والخلفية، وكذلك تقوية عضلات الساقين، ويجب الحرص على تجنب رفع الأشياء الثقيلة، وتجنب النوم على فراش لين؛ لأنه يؤدي إلى تقوس الظهر أثناء النوم.

من الجيد أنك حصلت على موعد لأشعة الرنين المغناطيسي، لتأكيد التشخيص، كما أن العلاج التحفظي، الذي يشمل استخدام المسكنات، وضبط مستويات فيتامين D وB12، بالإضافة إلى تمارين الظهر، هو الأساس في علاج معظم الحالات، حتى لو وُجد ضغطٌ خفيف على الفقرات، ولا يُنصح مطلقًا باللجوء إلى جراحات العمود الفقري؛ لأن ضررها غالبًا ما يفوق نفعها، ويمكنك متابعة تمارين تقوية عضلات الظهر والفخذين والساقين، من خلال فيديوهات موثوقة على موقع يوتيوب.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً