الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حموضة شديدة مع انتفاخ وإمساك.. ما تشخيص ذلك وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ سنّ الـ16 من مشاكل مزمنة في الجهاز الهضمي، بدأت بأعراض حموضة شديدة في المعدة، وعسر هضم، وانتفاخ في البطن، بالإضافة إلى إمساك متكرر.

في البداية استخدمت نوعًا من الحبوب، لا أتذكر اسمها الآن، وقد شعرتُ بتحسن لفترة قصيرة، ثم فقد مفعوله، بعد ذلك بدأتُ باستخدام كبسولات أوميبرازول بشكل غير منتظم، حسب شدة الحموضة؛ فأحيانًا أتناولها لمدة أسبوع، وأحيانًا لأيام متقطعة، وقد تصل المدة إلى أسبوعين أو أكثر، ورغم أن هذا الدواء كان يمنحني بعض الراحة، إلا أنني مؤخرًا قرأتُ عن ارتباطه بمضاعفات خطيرة، مثل السرطان، مما أثار قلقي.

من أبرز الأعراض الحالية:
- حموضة شديدة تصعد من المعدة إلى الحلق، وأحيانًا تصل إلى أعلى الحلق.
- انتفاخ شديد في الجزء العلوي من البطن، ثم يمتد إلى كامل البطن.
- إمساك يحدث مباشرةً بعد الانتفاخ.
- آلام متكررة في الكتف، وأشعر وكأن هناك من يقيدني من الخلف، وأحيانًا يصاحبها شعور بوجود هواء في أعلى كتفي.
- عند التدليك أو الضغط على مناطق معينة من الظهر أو الكتف، أبدأ بالتجشؤ بشكل ملحوظ.

علماً بأنني أعاني أيضًا من السمنة، ونظامي الغذائي -للأسف- غير صحي، وهذا ما أعلم أنه جزء من المشكلة، لكنني أحتاج إلى فهم ما الذي يحدث فعليًا في جسدي، ولماذا استمرت هذه الأعراض طوال هذه السنوات، دون تحسّن دائم.

أتمنى أن تساعدني هذه الرسالة في إيصال مشكلتي بشكل واضح، وأرجو منكم التفضل بإرشادي إلى الخطوات التالية، من تشخيص، أو تحاليل مطلوبة، أو نظام غذائي مناسب لحالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يصح الاستمرار في تناول الأدوية من عائلة PPIs، مثل: أوميبرازول، ونيكسيوم وغيرها؛ لأن الوظيفة الأساسية لتلك الأدوية هي منع إفراز العصارة المعدية، وبالتالي فإن استعمال الأدوية بشكل مستمر، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى جفاف أو ضمور (atrophy) في خلايا المعدة، مما يفقدها وظيفتها.

والسبب الرئيس لاضطراب حموضة المعدة، هو التهاب المعدة بالجرثومة الحلزونية، لذلك ننصح بفحص جرثومة المعدة (H-Pylori antigen)، هذه الجرثومة تؤدي إلى الحموضة، وارتجاع المريء، وبحة الصوت، والشرقة، كما أن تناول المقليات، والتوابل الحارة، وتناول العشاء متأخرًا في الليل، يؤدي إلى ظهور نفس الأعراض.

في حال تشخيص وجود الجرثومة، فهناك علاج معروف يسمى العلاج الثلاثي أو الرباعي، وهو فعال في القضاء على تلك الجرثومة.

والسبب الآخر الأهم في حال عدم وجود جرثومة في المعدة، هو فتق الحجاب الحاجز، ويتم تشخيصه بالمنظار، والذي يسمح بفتح الصمام بين المريء والمعدة، مما يؤدي إلى خروج العصارة المعدية ووصولها إلى الحلق.

وهناك طريقة فعالة للمساعدة في التخلص من ارتجاع فتق الحجاب الحاجز، وهي تغيير وضعية السرير من الوضع المستقيم، إلى وضع مائل بزاوية 30 درجة على الأفقي، بحيث يكون مستوى الرأس أعلى من مستوى القدم بحوالي 30 سم، مع انسيابية السرير.

والهدف ليس رفع الوسادة فقط، بل رفع متدرج للجسد يمنع صعود الحمض من المعدة إلى المريء، وبالتالي فإن هذا سيساعدك كثيرًا -إن شاء الله- في التخلص من تلك الأعراض، إذا كان سبب الحموضة هو فتق الحجاب الحاجز.

وللتخفيف من الحموضة وارتجاع المريء، يمكنك وضع ملعقة من خل التفاح العضوي في لتر من ماء الشرب، لأن الخل يساعد في ضبط حموضة المعدة، ومن ذلك أيضًا، وضع ملعقة من مطحون الأرز على علبة الزبادي، وتناولها عند الشعور بالحموضة، مع أهمية تناول وجبات خفيفة ومتكررة.

ولا مانع من تناول كبسولات البروبيوتك (Probiotic)، وهي كبسولات تحتوي على بكتيريا نافعة مفيدة في علاج عسر الهضم، والحموضة، وجرثومة المعدة، كما يُنصح بتناول مشروب عرق السوس، وبراعم البروكلي.

ومن أفضل البرامج الغذائية لإنقاص الوزن، والتخلص من عسر الهضم : هو الجمع بين الصيام المتقطع، حيث تكون وجبة العشاء في الساعة السابعة مساءً، ووجبة الإفطار في العاشرة من اليوم التالي، وهذه مدة 15 ساعة، تسمح للجسم بالحصول على الطاقة من المخزون الدهني، مما يساعد في إنقاص الوزن.

وفي إطار الوصول إلى مفهوم صفر سكر، وصفر خبز، خلال الفترة الزمنية المسموح فيها بتناول الطعام، توجد العديد من الأطعمة المتاحة، مثل:
- البروتين الحيواني.
- البروتين النباتي.
- الخضروات المطبوخة أو المسلوقة.
- الفول.
- العدس.
- الحمص.
- الأجبان.
- اللبن الرائب.
- الزبادي.

- ويُنصح بالامتناع عن تناول:
- المعجّنات.
- المخبوزات.
- الأرز.
- والسكر بجميع أشكاله، سواء في العصائر، أو المشروبات الغازية، أو المشروبات الساخنة.

الخلاصة: يجب أن يصل استهلاك السكر إلى مستوى صفر، وبهذا -بإذن الله- سينخفض الوزن دون معاناة من الجوع.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً