السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، منذ أن بدأ العدوان على قطاع غزة وأنا أتابع الأخبار بكل تفاصيلها كل ساعة من ليل أو نهار، حياتي الاجتماعية والدراسية تغيرت بشكلٍ كبيرٍ جدًا، ضميري يؤنبني ليلاً ونهاراً، لا أقدر على استئناف حياتي العادية، لم أعد أستمتع بحياتي أو بتفاصيلها، أبكي كل يوم تقريبًا، قلبي يحترق ويتقطع من أجلهم!
أصبحت أشعر بالاشمئزاز والعار من نفسي، كل تفاصيل حياتي أربطها بغزة، أشمئز من نفسي حين آكل وأشبع، أشمئز من نفسي وأنا أخلد للنوم في فراش مريح، أبكي وأحترق من الداخل حين أرى أطفالنا نحن يلعبون أو يضحكون، في حين أن أطفال غزة يقهرون، ينزحون، يتعذبون، يموتون قصفًا وجوعًا وعطشًا!
أحيانًا تأتيني هستيريا من البكاء والغضب حين أرى مشاهد المجازر المرتكبة، حتى أكاد أفقد عقلي، أتخبط هنا وهناك، كيف لأمة الإسلام أن تقعد كالمتفرج كغيرها من الأمم وإخوتهم يبادون؟! كيف لنا أن نعيش حياة عادية وهم يبادون كل دقيقة! لم أعد أركز في دراستي، وفقدت الاهتمام بشكلٍ شبه كلي، تضاءل محصولي الدراسي، حتى أنني سأزيد سنة أخرى جامعية لأقدم بحثي! أعلم -والله- أن كل شيء بتدبير الله، وأن الله سيزيل عنهم هذا الهم يومًا ما، ولكن ما يعذبني كل هذا العذاب هو قعودنا نحن وهواننا نحن، والذل الذي وصلنا إليه كأمة إسلامية، ولو كنا فعلًا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- لكنا أغثناهم ولو بكيس طحين، كل شيء بالنسبة لي بات نفاقًا!
توقفت عن النشر عبر وسائل التواصل؛ لأنني أشعر بأنه أكبر نفاق، ننشر وبعدها نعيش حياتنا، أحاول أن أساعد ماليًا، وأتواصل مع أهلنا في غزة، أحاول مواساتهم، أدعو من كل قلبي أن يزيل عنهم الهم، ولكن كل هذا بات غير كافٍ بالنسبة لي، ولو كان بمقدوري أشياء أخرى لفعلت مهما كان.
أريد استشاراتكم في ماذا يمكنني أن أفعل غير الذي ذكرت سابقًا؟ فالنعيم الذي أعيش فيه أصبح جحيمًا!