السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من وسواس قد يبدو غريبًا، وهو تحت مسمّى "أقداركم تؤخذ من أفواهكم"، حيث إنني أخاف من التحدّث عن كثير من الأمور، ومن ذلك عندما أرى في مواقع التواصل الاجتماعي شخصًا يكتب منشورًا يقول فيه: "أنا فعلت كذا"، فأقرأه وأشعر بخوف شديد، كأنني أنا التي نطقت بما كتب، وأخاف أن يحدث ما قيل بسبب هذا الوسواس، تحت فكرة "أقداركم تؤخذ من أفواهكم"، حتى لو كنت في الحقيقة لم أنطقها بلساني، وإنما قرأتها فقط في نفسي.
كذلك لديّ وسواس عند الدعاء؛ فعندما أدعو بشيء معين، يدور في خاطري وسواس بأنني قلتُ شيئًا آخر، غير الذي أريده تمامًا، فأسأل نفسي: هل ما يجول في خاطري يتحقق، حتى لو لم أنطق به؟ أم يكفي فقط أن أتلفظ بالدعاء، حتى لو لم يكن ما في قلبي مطابقًا تمامًا لما نطقت به؟ وأحيانًا عندما يخطر في قلبي دعاء بشيء لا أريده ولا أقصده أبدًا، أخاف أن يتحقق، فهل يُعتبر ذلك دعاءً يُستجاب أم لا؟
هناك أيضًا وسواس آخر، يُلازمني عندما أسمع شخصًا يتحدث بعبارات دارجة في العامية مثل: "يخرب بيتك"، وهذه الكلمة منتشرة جدًا في كلام الناس، لكنني أخاف أن تتحقق هذه الكلمة عليّ، ويزيد خوفي أكثر عندما أسمعها من أحد والديّ، لأنني أعلم أن دعوة الوالد على ولده لا تُرد، حتى لو لم يقصدها دعاءً، وكان يقولها من باب الدهشة أو المزاح، فماذا أفعل مع هذا الشعور؟
أيضًا أعاني من وسواس عند قراءة التشهد في الصلاة، فعندما أقرؤه يجول في خاطري معناه بالعكس (وساوس سب أو كفر)، فأضطر لتكرار التشهد كثيرًا، حتى أشعر أنني قلته بشكل صحيح وخالٍ من الوسواس، وهذا يجعلني أبتعد عن كثير من الأذكار، خوفًا من الوقوع في هذه الدائرة.
كذلك كلما حدث لشخص شيء سيئ أو أصابه مكروه، تأتيني وساوس بأنني قد أتعرض لنفس الموقف، أو أنني المستقبل ستحصل لي مثل هذه المصائب، فأعيش في قلق مستمر من المستقبل.
فما الذي ينبغي عليّ فعله مع كل هذه الوساوس التي تأتيني، وهل يُمكن أن تتحقق في الواقع؟