السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتب إليكم مستفسرةً ومتحيّرةً من أمر بات يُثقل قلبي، ويشتّت يقيني، وأسأل الله أن أجد عندكم ما يطمئن النفس، ويردّ الحيرة.
لقد لاحظت في حياتي أمرًا متكررًا بشكل ملفت: كلما تحدّثت عن مشروع، أو خطوة أنوي القيام بها، سواءً في سياق عملي، أو حتى أحاديث عابرة مع أهل بيتي، لا يتم الأمر كما خُطّط له، بل غالبًا ما يُواجه بعراقيل مفاجئة، أو يتعطّل كليًا، رغم أنني لا أتكلم بنية التفاخر، أو الرياء، بل حديثًا طبيعيًا في سياق العمل، أو مشاركة بسيطة مع من حولي.
بل أحيانًا، أقول ممازحةً لأختي مثلًا: "سأذهب غدًا لأشتري كذا" على سبيل الضحك، أو التخطيط العادي، فلا يتم الأمر، وإن تم، يكون بعد مشقة، أو تعقيد غير مبرّر، أو أن أذكر بسياق حديث أن أخي قام بكذا وكذا ضمن إعطاء أفكار للآخرين، أو دعمًا لفكرة، فيحدث مباشرةً سوء لأخي في الموضوع الذي ذكرته، وأنا أكثر إنسانة تحبّ إخوانها، الأمر متعب جدًّا.
تكرر هذه الحالات بدأ يُشعرني بأنني ربما أحسد، أو أنني محسودة أو منحوسة -كما يُقال-، حتى خِفت من الكلام عن أي شيء أنوي فعله، أو عن عملي، أو عن أهلي، أو حتى مع الناس، مخافة أن أكون أنا من يعوق الأمر دون قصد، أو أن يصيبني أثر من نفسي، أو من أقرب الناس، رغم أنني لا أحمل في قلبي حسدًا لأحد، بل أُحب الخير للناس، وأحرص على الإخلاص في عملي.
فهل يمكن للإنسان أن يُصاب بالعين من نفسه، أو أن يكون حديثه العفوي سببًا في تعثّر أموره، أو أمور غيره؟ وما السبيل في هذه الحال؟ وهل يُستحب الكتمان في كل شيء، وذلك لا يمكن فأنت تتحدث عن مجريات حياة بحديث عادي ومطلوب، أم أن ذلك من الوساوس؟
أرجو منكم التوجيه والنصح والدعاء. جزاكم الله خير الجزاء، ونفع بكم.