الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القمار سبب لي نوبات هلع جعلتني حبيس المنزل!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الرائع.

أنا شاب أعاني من أعراض القولون العصبي ونوبات الهلع، مرت علي ثلاث سنوات من الضغط الشديد والعصبية؛ وذلك بسبب ابتلائي بالقمار على مباريات كرة القدم، فخسرت كل ما كنت أملك، وغرقت في الديون، فقررت التوبة بعدما اعترفت لأسرتي بما كنت أفعل، وندمت ندمًا شديدًا.

أنا الآن عاطل عن العمل، ومديون، ولا أستطيع العمل؛ بسبب الوساوس ونوبات الهلع، لا أقدر على الابتعاد عن محيط الحي؛ فإذا ابتعدت، أشعر بنبض قوي في القولون، وضيق في التنفس، وإحساس بالإغماء، ولا يفارقني التفكير في العودة إلى المنزل.

لقد تعبت، والله يعلم كم ندمت على ما فعلت بنفسي، رجائي منكم نصيحة تعينني معنويًا، فكل همي أن أعود إلى العمل، وأقضي ديني، وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، ودعاءك لنا على خدمات هذا الموقع، ندعو الله تعالى بالقبول منا جميعًا.

أخي الفاضل: نعم، من الواضح أن لديك شخصية قلقة تميل إلى التوتر؛ مما ينتج عنه مشكلات، مثل: القولون العصبي، ونوبات الهلع.

أحمد الله تعالى على أنك انتبهت للخطأ الذي وقعت فيه، وهو المقامرة، والتي تؤدي إلى ما وصلتَ إليه، ولا شك أنك لا تحتاج مني تذكيرًا بضرورة عدم العودة إلى هذا الطريق، لكن من باب الأمانة والنصيحة أذكرك بها، وما حصل قد حصل، والله تعالى يغفر الذنب -إن شاء الله تعالى-، ولكن هناك أمران في سؤالك:

الأمر الأول: شعورك بالقلق، وتسارع نبضات القلب، والقولون، وضيق التنفس عندما تبتعد عن الحي أو المنزل؛ نعم هذه الحالة معروفة، ولها عدة أسماء، ولكن مضمونها أن الإنسان يجد صعوبة في الخروج من البيت، حيث يشعر بالتوتر والقلق، وربما نوبات الهلع، فما يكاد أن يخرج خُطوات من البيت حتى يعود.

أخي الفاضل: تجنب الخروج لا يحل المشكلة، وإنما عليك الإقدام والخروج من المنزل بالرغم من بعض الصعوبات والتوترات، وطبعًا أحد الأسباب التي يمكن أن تفسر هذا الخوف من الخروج، هو أنك تجد صعوبة في لقاء الناس والحديث معهم، حيث سيسألونك عمَّا تعمل، وكيف تقضي وقتك، وطبعًا أنت لا تريد أن تذكر لهم موضوع القمار والخسارة.

فإذًا من الناحية النفسية: عليك أن تقدم على الخروج بالرغم من التوتر والقلق الذي تشعر به، ومع الوقت ستجد أن الأمور أفضل مما كانت عليه في الماضي، هذا جانب.

الجانب الثاني: أنك مَدين، وهذا يتطلب أن تعمل، فمن الطبيعي أن تبحث عن عملٍ لتكسب الرزق الحلال، لتعيش من خلاله وتسدد هذه الديون، وطبعًا لن تستطيع أن تجد العمل حتى تخرج من البيت، فالأمور متعلقة ببعضها.

فأرجو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويعينك على تجاوز نوبات الهلع، وحاول الخروج من البيت، لتطرق أبواب الرزق، مثل بقية الناس، وستحصل على عمل مناسب -بإذن الله-، يُؤمّن لك العيش الكريم وتسدد من خلاله الديون.

ولا تنسنا -أخي الفاضل- من دعوة صالحة في ظهر الغيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً