الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أبوح لأخواتي بمعاناتي من زوجتي؟

السؤال

هل يجوز لي أن أبوح لأخواتي بمعاناتي مع زوجتي، التي تحسن المعاملة معهن، ومع الجميع، وأحسب ذلك نفاقًا منها؛ لأنها لو كانت تحبهن حقًا لأحبتني أنا أولاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الأخ الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُسعدك، وأن يُعينك على الوفاء لأخواتك والقيام بحقوق زوجتك، وأن يُؤلِّف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.

نحن لا نؤيد فكرة إخراج أسرار البيت للأخوات مهما كان، وليس في هذا أدنى مصلحة، بل هذا من شأنه أن يُوغِر الصدور، ويؤثر على العلاقة، وإذا كانت زوجتك تعامل أخواتك معاملة جيدة، فاشكرها على ذلك، واطلب منها أيضًا أن تُحسن المعاملة معك، وقم أنت بما عليك، واجتهد في حفظ أسرار بيتك؛ فإن الإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أصبح ملكًا لغيره.

وأرجو أن تتواصل مع الموقع لتذكر المعاناة والمشاكل التي تواجهك في علاقتك مع زوجتك؛ لأن مثل هذه الأمور الأفضل الرجوع فيها إلى أهل الاختصاص، وهذا من الأمور المهمة، والأخوات لسن من أهل الاختصاص، والكلام معهنّ عن هذه الحقائق والآلام والمعاناة التي تجدها مع الزوجة، من شأنه أن يُؤثِّر على العلاقة بينها وبينهنَّ، ولن يتمكن الأهل أيضًا من إعانتك على الحلول؛ لأنهم ليسوا من أهل الاختصاص، بل سيغضبون لغضبك، وقد يكون في هذا نوع من الظلم.

أمَّا أهل الاختصاص فسيدرسون معك المشكلات، ويعرفون أسبابها، وقد تكون أنت أيضًا جزءًا أو سببًا منها؛ فالزوجة لما تُسأل لماذا كذا، قد تقول بأنها أيضًا تعاني منك في بعض الأشياء؛ فنحن جميعاً بشر، والنقص يطاردنا؛ لذا نحن دائمًا في المشاكل الأسرية نفضل اللجوء لأهل الاختصاص، ولا نفضل أبدًا اللجوء أو البوح أو الفضفضة للأخوات أو للإخوان، وهذا من المعاني المهمة.

أيضًا هناك معنى شرعي، فإنك لما تذكر المعاناة ستذكر بعض العيوب، وسيكون هناك لون من الغِيبة، والغيبة لا تجوز في هذه الحالة إلّا لمن تطلب نصحه، أو تطلب منه الفتوى، أو تطلب منه التوجيه، أمّا أن يُشيع الإنسان عيوب الإنسان الآخر، أنه فعل كذا وكذا لأي إنسان، فهذا أيضًا من الناحية الشرعية يُدخلك في حرج كبير، فالمواطن التي يجوز فيها الغِيبة: "زوجتي فعلت" أو "زوجي فعل"، هذه مواطن الاستشارة والكلام لأهل الاختصاص، وعليهم أيضًا أن يكتموا هذا، فلا ينقلوا هذه العيوب ولا يتكلموا بها.

نسأل الله أن يفقهنا في الدين، ونكرر دعوتنا لك بالمحافظة على أسرارك الخاصة بينك وبين زوجتك، وعدم إخبار الأخوات بها؛ لما لذلك من آثار سلبية وأضرار، وليس فيه فوائد، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير، ونكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع، وننتظر الاستماع إلى ما عندك من ملاحظات، وبعدها ستسمع التوجيهات، ومن حقك أيضًا أن تتواصل مع الموقع بهذه الخصوصيات، وتطلب وتطالب بأن تكون الاستشارة محجوبة، وهذا حق لك.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والستر والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً