السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعمل معلمة في مدرسة بعيدة عن منزلي، عملتُ بها لمدة، كنتُ سعيدة نفسيًا بوجودي هناك وسط جو نفسي هادئ ويتسم بالاحترام من كل مَن هم أكبر مني سنًا -جزاهم الله خير الجزاء- ومن الطلاب أيضًا، فتقريبًا طوال سنة لم يُؤذِني أحد، ولكن طلبتُ النقل؛ بسبب بُعد المسافة والغش في الامتحانات؛ لأن المستوى التعليمي للأطفال بسيط؛ بسبب وجودهم في مكان ناءٍ وبعيد، حتى عن الدروس التعليمية، وربما بسبب عمل معظمهم بالزراعة مع والديهم -أعتقد-، وبالرغم من مدة وجودي القصيرة -حوالي سنة واحدة- إلا أن مستوياتهم بدأت بالتحسن -والحمد لله-.
وبالفعل تم نقلي لمدرسة قريبة، مستوى الأولاد فيها مقبول دراسيًا، وللأسف متدنٍّ جدًا أخلاقيًا! بدأتُ أتعب جسميًا ونفسيًا من وجودي هناك، مما أسمع من ألفاظ منهم، ومن التعامل السيئ، كرهتُ المكان، وبدأتُ أفكر في ترك الوظيفة، فلا أستطيع التحمل أكثر من ذلك.
أخاف أن أكون جاحِدةً لنعم ربي عندما كنتُ هناك وهنا الآن، فهل أرجع للمدرسة الأولى رغم أن المكان به فتن؟ وهل لن أجد طريقة لمنع الغش؟
هل محاولاتي لتعليمهم ستُجدي نفعًا ويحاولون الاعتماد على أنفسهم بدلًا من الغش، أم يُسوِّل لي الشيطان الرجوع ويُهوِّن الذنب عليّ؟ أخاف كثيرًا أن أعود لمكان به فتن وأتحمل ذنب غش الطلاب مقابل راحتي النفسية، ولكن يعلم ربي أني كنتُ أشرح داخل الفصول، وأحاول ألا أُقصِّر، وأفكر الآن أني لو عدتُ أن أعتمد طرق شرح تأسيسية، ثم أراجع نفسي مرة أخرى؛ لأني أخشى أن تكون هذه الطرق وساوس من الشيطان لأعود من أجل راحتي فقط، ومن ثم أتحمل هذا الذنب العظيم مقابل اختياراتي! هل أُخاطر بديني؟
ملحوظة: لا يوجد معلم آخر في نفس مادتي، ويعتبر نصاب الحصص لمعلم واحد فقط.
عذرًا للإطالة، ولكني أُرْهِقْتُ نفسيًا!
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

