السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتب إليكم وقلبي مثقل بالهموم، راجية منكم توجيهًا يهديني ويثبتني على الطريق.
أنا امرأة عربية، متزوجة من رجل مسلم غير عربي، ولدينا طفلان: ابن في التاسعة، وبنت في السابعة، علّمناهما الصلاة والصيام منذ سن السادسة، غير أنّ تعليم اللغة العربية لم يتسنَّ لنا منذ الصغر؛ لأن زوجي يتحدث الفرنسية، ونحن نعيش دائمًا في بلدان غربية بسبب طبيعة عمله، ونأمل أن ننتقل إلى دولة مسلمة قريبًا.
لكن للأسف زوجي يتهاون في موضوع الانتقال إلى بلد إسلامي، إذ إننا نشأنا في مجتمعين مختلفين؛ أنا تربيت على الدين منذ الصغر في مجتمع مسلم، أمّا هو فلم يحظَ بذلك؛ ولذلك لا يرى المكان مشكلة، بينما أراه أنا مشكلة جمّة ونحن محاطون بالفتن.
نحن نقوم يوميًا بإعطائهم دروسًا في الدين، ويأخذون دروس حفظ القرآن عن بُعد، ونذهب إلى المسجد لصلاة الفجر والمغرب والعشاء فقط؛ بسبب بُعد المسجد وظروف العمل والدراسة.
أشعر أن أولادي يتكاسلون أحيانًا عن الصلاة، وهذا يزيد شعوري بالضغط والحزن، حتى أصبحت عصبية، أصرخ كثيرًا، وأبكي حزنًا على حالنا وتقصيرنا، وقد صار ابني كثير التذمّر مما يدور حولنا، ويرجوني أن نذهب إلى بلد مسلم ليتعلم دينه في بيئة صالحة بعيدًا عن العري والجهل.
أنا أرتدي اللباس الشرعي، وأرغب في ارتداء النقاب، لكن زوجي يرفض بحجة أنه سيعطل حياتنا اليومية، وأشعر بصراع داخلي بين رغبتي في التقرب إلى الله وبين طاعة زوجي.
زوجي رجل طيب وحنون وكريم، لكنه في بعض الأحيان غليظ معي، وأشعر ببرود في علاقتنا، فهو لا يقبل النقاش كثيرًا، ولم يفتح قلبه ليحدثني عن أفكاره ومشاريعه.
أغلب شجاراتنا تكون حول غلظته معي، أو حول تقييده نفسه بعلم محدود يعتمد على قراءاته القديمة لكتب الأئمة الأربعة والأحاديث، ويرفض الاستماع لأي شيخ حديث؛ بحجة أن كلًّا يفتي حسب هواه.
أصبحت أكره الخروج من المنزل إلَّا عند الضرورة، وانقطعت عن المجتمع خوفًا على نفسي وعائلتي، أشعر أننا نقصّر في ديننا، وهذا زاد من اكتئابي وحالتي النفسية.
ليس لدينا أهل أو أصدقاء هنا؛ مما يزيد شعوري بالوحدة والضغط، وأخاف أن أكون زوجة غير صالحة، أو أمًّا مقصّرة في تربية أولادي، وأخاف أن أكون جاحدة أو منافقة.
أنا ضائعة وحائرة، وأبحث عن طريق ثابت يثبتني على ديني، ويرشدني إلى كيفية التعامل مع زوجي برفق وحكمة، وكيف أربي أطفالي تربية إيمانية صحيحة في مجتمع غربي بعيد عن أهلنا والمسجد، وأحافظ على نفسي من الضياع والخوف.
جزاكم الله خيرًا.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

