الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف حيال تحدث زوجتي مع رجل آخر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد انتهاء زوجتي من شهادة السياقة، اكتشفت أنها تتحدث مع مدربها ليلًا عبر واتساب ويتبادلان الأحاديث، وذلك عدة مرات بعد نومي أو أثناء عملي.

وعلمت من حديثهما أنهما فقط يتحدثان، ولم يخرجا معًا أو يفعلا شيئًا آخر، لكنّه بدأ يتحدث عن جمالها وحبه لها، مع العلم أنه متزوج، وهي بدأت تُظهر شوقها له، وعندما حاول التحدث معها في أمور جنسية أوقفته، وقالت له: إنها تعتبر مجرد الحديث خيانة لي، ثم قالت له أن يتريث عليها حتى تعتاد عليه وعلى أحاديثه.

أخاف أن أواجهها فتنكر، فنصل إلى الطلاق أو تتطور العلاقة بينهما، ومع أنها -والله- محبة وحنونة، ولم تتغير علاقتها بي وبأطفالي، إلَّا أنني أشعر بالضياع، ولا أريد الوصول إلى الطلاق وخسارتها وخسارة أطفالي.

نحن نعيش في بلد أوروبي، ولا أحد من أقاربنا هنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم والابن الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه الزوجة وبحرصك على صيانة عرضك، نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يبعد عنكم الأشقياء، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الذي حصل أمر مزعج وباب من أبواب الشر، وزوجتك تُشكر على الموقف الذي اتخذته، لكنها بحاجة إلى أن تعلم أن مجرد التواصل – كما أشرت – مجرد الكلام مع رجل أجنبي فيه إشكالات كبرى من الناحية الشرعية.

ولذلك أرجو بداية أن تُحسن علاقتك بها، وتُظهر مزيدًا من الاهتمام بها، وتُبين لها أنك تغار عليها، ومن غيرتك أنك لا ترضى أن تتكلَّم أو تتعامل مع غيرك، وتُبين لها أنها جيدة، وهي كذلك حسب ما أفادت من خلال هذه المكالمة التي وقفت عليها، ولكن بيّن لها أنك لا تثق في الآخرين، وأن الشر موجود، وأن المرأة ينبغي أن تتعامل بحذر مع الأجانب، خاصة في بلاد فيها توسع في هذه العلاقات وفي هذا النوع من المكالمات، دون أن تُظهر لها أنك وقفت على مكالماتها، أو لاحظت التواصل بينها وبين هذا المدرّب الذي كان يُدربها، فلا تذكر هذا.

ولكن عليك أن تتخذ الاحتياطات التي تصون بها العرض، والطبيب إذا عرف المرض لا يُعيد الفحص، وإنما يبدأ في العلاج، ومن العلاج –كما قلنا– أن تُؤمِّن لها حياتها، وأن تُثني على الأشياء الجميلة عندها، وأن تُنمّي عندك وعندها الوعي الإيماني وثقافة المراقبة لله -تبارك وتعالى- وتُبين لها أيضًا أن للشيطان مداخل إلى نفس الإنسان وخطوات، يأخذ الإنسان خطوة بعد خطوة حتى يُورده موارد الهلكة.

ولا مانع مستقبلًا من أن تُشاورها في تغيير رقم هاتفها، أو محاولة التصرف في هذا الاتجاه حتى تستطيع أن تحجب عنها ذلك الذي تواصل معها على ذلك الهاتف، أو تُبيّن لها من خلال مواقف أخريات أو قصص أن بعض الناس يتخذون مدخل المعرفة مدخلًا إلى الأسر لخرابها، وأن الشريعة تُسمي مثل هذا "مخبِّب" الذي يُفسد المرأة على زوجها، ونسأل الله أن يُعينك على تجاوز هذه الصعاب، ونسأل الله أيضًا أن يُعين هذه الزوجة على تفهّم هذا الأمر.

أكرر دعوتي لك بالدعاء لها أولًا، ثم بتذكيرها بالله، وتذكير نفسك، ومحاولة الصعود الإيماني، وزيادة الوعي الشرعي داخل البيت، وأيضًا بيان خطورة الأجانب على الأسر المستقرة، وكيف أن من الناس من يريد أن يُفسد حياة الآخرين.

ونحن نُنبّه مرة أخرى إلى أن كل هذا يتم دون أن تُشعرها أنك وقفت على مكالمة أو أنك تشك فيها؛ لأن هذا سيضعف ثقتها في نفسها، لكن لا بد أن تُبين لها أنك حريص عليها، وأنك غيور عليها، وأنك لا ترضى لحبك لها أن يتكلم معها أحد، أو ينظر إليها أحد، يعني مثل هذه الأمور إظهارها ممَّا يُشبع أيضًا ما عند الزوجة من احتياج، إلى أنها موضع اهتمام من زوجها، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.

وعمومًا عندما يرتفع الوعي الإيماني والمراقبة لله -تبارك وتعالى- والالتزام الشرعي، هذا فيه العلاج لكافة الأمراض؛ فإن الإيمان للإنسان كالمناعة للأبدان، الإنسان يمرض عندما تضعف المناعة، الإنسان يقع في المخالفات عندما يضعف الإيمان.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً