الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الطلاق من الزوج بسبب موقفه من خروج المرأة من بيتها

السؤال

أنا فتاة تم عقد قراني على شاب ولكن أشعر أحياناً بعدم الارتياح معه؛ لأني أشعر بأنه إنسان مزاجي، كل يوم قرار أو فكرة، فمثلا يقول لي أنه بعد الزواج لا يريد أن يأخذني في نزهة أو تسوق إلا عندما هو يريد ذلك، أو أنه لن يسمح لي بزيارة بيت أبي إلا مرة واحدة في الأسبوع، وأنه يجب أن آخذ الإذن والأوامر منه فقط، مع أنه لم يتم الزواج (الدخلة) بعد.

أنا في حيرة من أمري، أشعر بأن عقليته قديمة، فمثلاً يريد التحكم والسيطرة لدرجة أحياناً أراه يحوم حول البيت وأشعر بأنه يراقبني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hooor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا تترددي في القبول بهذا الشاب إذا كان ممن يتبع السنة ويحب الكتاب، وقد جاء إلى دارك بالباب، واعلمي أنك لن تجدي المعصوم الذي لا يخطئ من الشباب، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور الحسنات، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.

ولا يخفى عليك أن طاعة الزوج من طاعة الله إذا لم يأمر بشيء يغضب الله، وسعادة المرأة لا تتم إلا إذا كانت تحت رجل يحبها ويقدرها ويخاف عليها ويشعرها بالحماية والأمان، فإن الجوهرة الغالية يبالغ أهلها في صيانتها، وهكذا يحرص أهل الغيرة على زوجاتهم، والمرأة التي تقول أبو فلان لا يمنعنا ولا يسألنا هي حزينة بداخلها، بخلاف التي تقول أنه يتحكم في كل شيء، فإنها تفتخر بأنها تحت رجل له شخصيته ورأيه، وإذا سارت المرأة على طريق الخير والطاعة فإنه لن يضرها أوامر زوجها، بل قد لا تحتاج إليها أصلاً إذا عرفت واجباتها الشرعية.

أما دوران هذا الشاب حول داركم فنحن لا نؤيده عليه، كما أننا لا نرغب في شدة المتابعة لحركته، ولكن إذا كان فعلاً يدور فهذا يدل على أنه يغار عليك، فاحترمي مشاعره ولا تعرضي نفسك لما يكره، وثقي بالله واصبري، فإن هذا شأن العاقلات الفاضلات أنها تتفهم نفسية زوجها وطريقته في التعامل، وهكذا ينبغي أن يفعل الرجل، وليس من المحكمة إعلان الشروط وتحديد المنهيات وتكرارها قبل الدخلة، ولكن لا مانع من الموافقة على الخير والتعاون على البر، فلا تعطي الأمور أكبر من حجمها واجعلي هذا الأمر بينك وبين زوجك، ولا تدخلي أحداً من الناس في أمورك الخاصة وحافظي على أسرار بيتك وزوجك.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبا وذنبك.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً