الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أوقات وأحوال الشهية للطعام والرغبة فيه؟

السؤال

أرجو من الدكتور محمد عبد العليم الرد على استشارتي:

حينما يأكل الإنسان طعاما ما ويفرغ ما في الصحفة ثم يؤتى له بزيادة من نفس نوعية الطعام ونفس الحلة ونفس درجة الحرارة، لا تكون الزيادة مثل الأكلة الأولى في اللذة والطعم، فلماذا؟

هل هنالك سبب كيمائي، أم أنها مسألة نفسية، أم لأن الإنسان قد كان متشوقا للأكل في الأول ثم بعد ذلك خفت رغبته في الطعام؟

وهل صحيح أن الإنسان حينما يكون جائعا يشعر بأن الأكل لذيذ حتى وإن لم يكن كذلك، ولماذا حينما يقوم الإنسان من الأكل لسبب ما ثم يعود يشعر بأنه اكتفى؟

أرجو أن تأخدوا كلامي على محمل الجد وأن لا تحيلوني على استشارات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالطبع نحن سنأخذ سؤالك على محمل الجد، ونسأل الله أن يوفقنا لأن نفيدك فيما طلبت من معلومة.

أولاً: حاجة الإنسان للطعام هي حاجة غريزية، وهي مرتبطة أو تتحكم فيها جوانب فسيولوجية وبيولوجية وجوانب نفسية، توجد مسارات عصبية معينة، وتبدأ هذه المسارات من المعدة، وهنالك إشارات معينة تصدر من المعدة لأجزاء معينة في المخ، مركز يعرف بمركز الإشباع، وهذا المركز هو الذي يزيد من رغبة الإنسان من الطعام أو يقللها حسب حاجته، إذن هذا هو المسار البيولوجي لحاجة الطعام.

هنالك الجانب النفسي الذي يتحكم عن طريق رائحة الطعام وشكله وما تعود عليه الإنسان، لذا يختلف الناس في مزاجهم لتناول أنواع الأطعمة المختلفة.

إذن هنالك جانب فسيولوجي وجانب بيولوجي وجانب نفسي، وكلها تتفاعل مع بعضها البعض، وهي التي تؤدي إلى شعورنا بحاجتنا للطعام.

بالتأكيد حين ينتهي الطعام الذي يتناوله الإنسان ثم بعد ذلك يطلب الزيادة، لا شك أن الرغبة من الطبيعي أن تكون قد قلت بعض الشيء؛ لأنه يوجد طعام داخل المعدة، ونحن نعرف أن المعدة حين تكون فارغة تزيد نسبة الاستشعار العصبي لمركز الإشباع، إذن ما دام هنالك طعام موجود في المعدة فبالتأكيد سوف تكون الإشارات أو الاستشعارات التي تصل إلى مركز الإشباع أضعف وأقل، وهذا يجعل رغبة الإنسان تقل في الطعام والرغبة فيه ولذته، فأرجو أن يكون واضحاً بالنسبة لك، إذن الأمر هو بيولوجي ونفسي في نفس الوقت.

لا شك أن الإنسان حين يكون جائعاً يحس بقيمة أكبر ولذة أكبر للطعام، وهذا ينطبق في كل حاجات الإنسان وحاجاته، كل ما يطلبه الإنسان وكل ما كان الأمر شاقاً يتشوق الإنسان له أكثر، أما حين يبدأ في الحصول عليه –أو يكون متاحاً له– سوف يقل هذا التشوق، وهكذا.. فالإنسان حين يكون جائعاً تُرسل إشارات قوية جدّاً من جدار المعدة إلى مركز الإشباع، وهنا يلعب الدور النفسي دوراً مركزيّاً في أنه يحس بلذة الطعام وأنه لديه الرغبة فيه.

لا شك أن الإنسان حين يقوم ويترك الطعام -لسبب ما- ثم يعود إليه يشعر أنه اكتفى وأنه شبع؛ لأن المسار البيولوجي والنفسي والفسيولوجي حدث له نوع من الخلل أو العرقلة، وهذا الانقطاع المؤقت أدى إلى عدم الشعور بالحاجة للطعام، كما أن الإنسان حين يتناول الطعام تبدأ عمليات الهضم مباشرة، وخلال الهضم تفرز فيها أحماض وإنزيمات مختلفة في المعدة، وهذه بالطبع تعطي الشعور بالاكتفاء.

هذا ما وددت أن أقوله لك، وأرجو أن تكون إجابة كافية ومقنعة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً