الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعريف بالأدوية النفسية (الزيروكسات) و(السبراليكس)

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمري 22 عاماً، أدرس في الهند، وقريباً سأنتهي من دراستي الجامعية إن شاء الله.

باختصار أنا كنت طبيعياً 100%، ولكن قبل حوالي سنة ونصف حصلت لي مشاكل في الهند وفي بلدي وفي البلد الذي يعيش فيه أهلي، وباختصار أكثر أغلق في وجهي كل شيء، حتى أني ظننت أن نهايتي ستكون هنا، واستمرت هذه المشكلة لفترة طويلة، وبعدها أصبحت محطماً نفسياً مع أن جزءاً كبيراً منها قد انحل والحمد لله، ولما انتقلت إلى بلدي واجهتني مشاكل أكثر.

المهم أني يا دكتور أصبحت أعاني من الاكتئاب النفسي والوساوس القهرية والقلق، وأصبحت متشائماً وأخاف من المستقبل، وحاولت أن أتجاهل الذي عندي لكن دون جدوى، وأصبحت عندي أمراض ليست هي عندي، وصرت أذهب إلى المستشفى دائماً، وكل مرة بشيء جديد، وأنفق أموالاً كثيرة، وفي الأخير يقول لي الدكتور هذه آلام وهمية.

وفي إحدى المرات تركوا كل المرضى وصاروا شبه مستنفرين، ظنوا أنه صار معي مرض في القلب، وفي الأخير لم يظهر شيء، حتى أن أصحابي كرهوني، وصرت أذهب للمستشفى في السر.
فقد كرهت نفسي، ولقد قرأت عن (الزيروكسات) و(السبراليكس) من موقعكم، فهل ينفع لي أم لا؟ وما البديل؟ وكيف أستخدمه؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله لك التوفيق والسداد في دراستك وأن تعود ناجحاً وظافراً بكل خير.

وبالتأكيد الصعوبات والمشاكل لابد أن تحدث للإنسان، وحقيقة يجب أن لا ننظر لها دائماً بسلبية، فهي نوع من الاختبارات والابتلاءات، التي غالباً ما تقوّي من معدن الإنسان، وتجعله أكثر قوة ومقدرة وخبرة وتحفُّزاً لمواجهة كل ما يطرأ في المستقبل، ولابد أن تكون له نظرة إيجابية نحو الأمور.

وأنتم في بلاد كالهند لا شك أنكم في أمس الحاجة للمؤازرة، وهذه تأتي بمرافقة وملازمة الإخوة الأفاضل، ولابد للإنسان أن يكون حريصاً في دينه وعباداته؛ فهي باعثةٌ على الطمأنينة ومزيلة لكل قلقٍ وتوترٍ واكتئابٍ.

ولابد لك أن تركز على رسالتك التعليمية والتحصيل، حتى تعود بأفضل وأعلى الدرجات، ولا تنظر للأمور بسلبية وسوداوية مطلقاً.

وأتفق معك تماماً - في كثير من المرات – أن التوتر النفسي الداخلي يؤدي إلى أعراض جسدية متكررة، مما يجعل الناس يترددون على الأطباء والاختصاصات المختلفة، وفي نظرنا هذا لا يسمى نوع من التوهم المرضي، إنما هو مرض أولاً يُشخَّص، وفي هذه الحالة بالطبع هو الاكتئاب.

وبالنسبة للأدوية التي ذكرتها فهي أدوية فعّالة وممتازة جدّاً، والحمد لله توجد صناعات محلية في الهند وهي ممتازة.

أنا أفضل أن تبدأ بـ(الزيروكسات)، وهو يسمى علميّاً باسم (باروكستين Paroxetine)، وجرعته هي 20 مليجرام، فابدأ بنصف حبة - 10 مليجرام - لمدة أسبوعين، ثم ارفعها إلى حبة كاملة – 20 مليجرام – لمدة شهرين، وإذا لم تشعر بتحسن فيمكن أن ترفع الجرعة إلى حبة ونصف – 30 مليجرام –، ثم بعد أسبوعين ارفعها إلى حبتين – 40 مليجرام -.

ويجب أن تستمر على الحبتين لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تبدأ في التخفيض التدريجي وهو: نصف حبة كل أسبوعين حتى تتوقف عن العلاج، وهو من الأدوية الفعّالة للاكتئاب والقلق والوساوس والمخاوف وسوف يفيدك كثيراً.

وأما (السبراليكس ستالوبرام Escitalopram) أيضاً فهو دواء جيد، ولكن – كما ذكرت لك – ابدأ بـ(الزيروكسات).

وجرعة (السبراليكس) في البداية 10 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 20 مليجرام.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً