الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب ظهور الشيب المبكر؟

السؤال

أعاني من ظهور الشيب المبكر، وسني 22 سنة، ويكون بكثرة، فكيف أخفيه، وهل أرجع لطبيب ما كالجلدية مثلاً أم ماذا، ولماذا يظهر لدي؟ مع العلم أنه غير وراثي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الشيب من الناحية الطبية هو ابيضاض الشعر، وسبب هذا الابيضاض هو عدم قدرة الخلايا الملونة على صناعة لون كافٍ، وقد يكون ذلك تدريجياً أو جزئيا أو كلياً، مبكراً أو متأخراً، ولا يعني أي معنى آخر، وليس له قيمة من الناحية الطبية.

وقد قيل إن الشيب ليس عيباً وليس عاراً بل هو الوقار
عيرتني بالشيب وهو وقار *** يا ليتها عيرتني بما هو عار

وقيل أيضاً في تعريف الشيب: (الشيب هو الزبد الذي يعلو بحر الحكمة)، أي يدل على خوض الحياة ومعتركاتها، واكتساب الخبرات، ولذلك ثمنه هو الشيب.

كما أشارت النصوص أن الأهوال والخوف والقلق تهيئ وتزيد من الشيب، ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا)، [المزمل:17]، أي تشيب الولدان من هوله.

ولكن الشيب المبكر هو عائلي في أغلب الأحوال، ولا يدل على مرضٍ معين، ولنعلم أن هناك عائلات تشتهر بالشيب المبكر، وهذا قدرها، ولا يدل على انتقاص قدرها أو وجود أمراض مخصصة في عائلتها.

لا يوجد علاج يوقف الشيب إلى الآن، -والله أعلم-.

وأما كيفية إخفائه: فأفضل طريقة هي الصبغة، ولا شيء سواها، وذلك باستعمال الصبغة المناسبة التي لا تسبب الحساسية، ولذلك فإن أفضل علاج للشيب هو الصبغ أو الظهور به والاعتراف به، فهو أريح الحلول، (لنكن أنفسنا بعيدين عن التكلف ولنرض بما قسم لنا).

ولا بد من التنبيه إلى أنه إذا كان الشيب يؤثر على نفسيتك فالصبغ هو الحل، وذلك باستعمال المواد التي لا تسبب الحساسية لك، ويمكن اختبار ذلك بصبغ خصلة صغيرة من الشعر خلف الأذن، وبعد أيام إن لم يحدث أي تفاعل تحسسي فيمكن تعميم الصبغ على كامل الرأس، وتكرر العملية كلما لزم الأمر، وأظن أنها مرة أو مرتين شهرياً، وإلا فالاعتراف بالشيب والظهور به هو أريح السبل وأرخصها.

إذن: الشيب هو شكل لا ضرر منه وليس له دلالة، وعلاجه الصبغة أو الظهور به والاعتراف به، ولا داعي لمراجعة أي طبيب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً