يعاني زوجي من الآلام في الرأس منذ ثلاثة أشهر، زرنا عدة أخصائيين ولم نعرف العلة، هذه الآلام عبارة عن كهرباء بين الرأس والقلب، أرجو منكم إعطاءنا الأسباب المحتملة.

مع الشكر والتقدير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Oumrayan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لآلام الرأس أو الصداع، هنالك عدة أسباب له، هنالك أسباب عضوية، وهنالك أسباب نفسية، أما بالنسبة للأسباب العضوية، فمن أكثرها شيوعاً هو الانشداد العضلي، الإنسان ربما ينام خطأ ويحدث انشداد عضلي لعضلات الرقبة، كثير من الناس يضع رأسه على مخدتين وهذا بالطبع خطأ.

من الأسباب الأخرى: أمراض الأسنان وأمراض العيون خاصةً قصر النظر، لا شك أن احتقان الجيوب الأنفية أيضاً يعتبر من الأسباب المهمة وكذلك أمراض الأذن.

هذه أسباب ضرورية وشائعة، وهي بسيطة ويمكن للإنسان أن يفحصها وبعد أن يفحصها إذا اتضح أن هنالك سبباً من هذه الأسباب فيمكن تصحيحه.

هنالك أسباب أخرى مثل: التهاب العصب الخامس، يؤدي إلى نوع من الصداع الشديد، ويكون صداعاً جانبياً، وقد يشعر الإنسان بنوعٍ من الظلال حول عينيه، هذا هو الصداع المتعلق باضطراب أو التهاب العصب الخامس.

هنالك أسباب عضوية أخرى مثل الصداع النصفي والذي يعرف باسم ( الشقيقة )، وهذا الصداع شائع، وهو يكون في جنب واحد في الرأس غالباً، ويكون غالباً مرتبطاً بالغثيان، وقد يزداد مع تناول بعض الأطعمة كالأجبان، والقهوة المركزة وكذلك الشوكولاتا، حيث أن هذه الأطعمة تحتوي على مادة التايرمين، والتايرمين من المثيرات لهذه الحالة.

هنالك بالطبع أسباب أخرى لا قدر الله كالأورام التي تكون في الدماغ، وهذه الآن يمكن التعرف عليها بسهولة شديدة عن طريق إجراء صورة دماغية، كما أن التهاب الأغشية الداخلية في المخ ربما يؤدي إلى الصداع أيضاً، وهذه أيضاً تتضح من الفحص المقطعي، هذه هي الأسباب العضوية العامة للصداع.

أما الأسباب النفسية: فأهم شيء هو القلق النفسي، القلق النفسي قد يؤدي إلى انشداد في فروة الرأس وعضلة الرأس ويشعر الإنسان بصداع، ويكون هذا الصداع أكثر في حالات القلق والتوتر، وكذلك في حالة الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي، يشمل هذا الصداع جميع الرأس ولكنه يكون أكثر في الجزء الأمامي من الرأس، وفي بعض الحالات بالطبع يكون مرتبطاً بأعراض القلق الأخرى، وهي الشعور بالضيقة، الشعور بالانقباض في الصدر، ربما آلام بسيطة في الجهاز الهضمي، وكذلك في أسفل الظهر، اضطرابات بسيطة في النوم، عدم تحمل الضوضاء والإزعاج.

هذه ربما تكون هي الأعراض التي تصاحب الصداع النصفي العصابي، وعلاجه بسيط جداً عن طريق تمارين الاسترخاء، عن طريق ممارسة الرياضة، وتناول الأدوية المضادة للقلق مثل العقار الذي يعرف باسم موتيفال، وجرعته هي حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة صباح ومساء لمدة شهرين، ثم تخفض إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهر.

سيكون -أختي الفاضلة- من المفيد أيضاً لزوجك أن يجري بعض الفحوصات العامة، فحص الدم للتأكد من وظائف الكبد والكلى، ومستوى الدهنيات، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، ولابد أن يتأكد أيضاً من ضغط الدم، هذه هي الأطر والأسس الطبية والنفسية المهمة حين نتعامل مع آلام الرأس.

أسأل الله له الشفاء والعافية وبالله التوفيق.