السلام عليكم..

متى يعرف الشخص أنه بحاجة لزيارة الطبيب النفسي؟ وما هي الأعراض؟ وهل توجد استبيانات خاصة بذلك؟

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muslem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا السؤال سؤال جيد، وقد لا توجد له إجابة مثالية، ولكن إن شاء الله سوف أجتهد قدر المستطاع وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً.

المتفق عليه فيما يخص الصحة النفسية أن عدم وجود الأعراض المرضية لا يعني كمال الصحة، فالتعريف المقبول للصحة النفسية هو أن يكون الإنسان متكيفاً ومتوائماً مع نفسه ومع محيطه، ويحس بنوعٍ من الفعالية في حياته.

وبالتأكيد الصحة النفسية للإنسان مرتبطة بشخصيته ونشأته ومستوى تعليمه وظروفه الاجتماعية وظروفه المالية ومدى تمسكه بعقيدته ودينه، وما هي المساندة التي يجدها من مجتمعه، وما هي المفاهيم التي يسير عليها هذا المجتمع، فكل هذا في نظري أمور أساسية جداً تحدد مسار الصحة النفسية للشخص.

ويوجد هناك استبيان يعرف باسم: استبيان جولد بيرج للصحة العامة، وهو من الاستبيانات القديمة وهو بسيط جداً يتكون في أحد أنواعه من 14 سؤال، وهذا الاستبيان يمكن من خلاله أن يعرف الإنسان - لا أقول بدرجة مكتملة أو دقيقة - ويأخذ فكرة عامة عن مدى صحته النفسية، ولكن الشيء الذي أراه هو أن الإنسان إذا كان لديه علة نفسية حقيقةً يستطيع أن يستشعر ذلك، وسوف يلاحظ من حوله ذلك إذا كانوا فعلاً مناصحين له.

وتوجد أيضاً عدة استبيانات أخرى هي مترجمة في معظمها من اللغة الإنجليزية، فهناك مقياس هملتون للاكتئاب، وهناك مقياس بيك للاكتئاب، وهناك مقاسات مني سوتا للشخصية، وهناك مقاس آي زيك للشخصية، لكن هذه الأمور فيها الكثير من الأكاديميات ولا يستطيع أن يطبقها الشخص وحده، وما دمت أنك ترى أن هنالك معقولية في حياتك فهذا يعني إن شاء الله أنك في صحية جيدة وممتازة.

والطب النفسي في الأردن متقدم جداً، وبفضل الله تعالى عندكم بعض الإخوة كالدكتور عدنان التكريتي ووليد سرحان وبقية الإخوة لهم باع طويل ومجهودات كبيرة في تطوير الصحة النفسية، وأنا على ثقة أنهم قاموا بوضع الاستبيانات والمقاييس التي تناسب المجتمع الأردني.

وبالله التوفيق.