الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رسالة إلى أهل المريض بمرض نفسي

السؤال

السلام عليكم

لقد عانيت من الوسواس القهري لفترة طويلة، وعانيت الكثير في تلك الفترة، فذهبت للطبيب فوصف لي الفافيرين، وبالفعل - الحمد لله - تحسنت بشكل كبير جداً، والآن أهلي يحاولون إقناعي بترك الدواء خوفاً من تأثيره على الجسم، وأنا أعرف أن الدواء ليس له تأثير، ولكن أريد منك أن تقنع أهلي!

علماً بأنني أرفض ترك الدواء خوفاً من عودة الوساوس، وأنا الآن أتناول حبة واحدة يومياً، أي 50 ملغ، وأتناول الدواء منذذ 9 أشهر تقريباً، فهل هناك ضرر في الاستمرار لفترة أطول بتناول الدواء حتى لو امتدت لسنتين أو أكثر؟

وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله الذي كتب لك التحسن والشفاء من الوساوس القهرية، فالوساوس القهرية تسبب الكثير من الألم لصاحبها، وقد لا يشعر الآخرون بذلك؛ لذا يوجد كثير من الأهل والأقارب ينظرون إلى الشخص إذا تحسنت حالته أنه لا داعي مطلقاً لاستعمال الدواء والاستمرار عليه، وهنالك الكثير من المفاهيم المغلوطة حول الأدوية النفسية، قطعاً أنا أوجّه الكلام لأهلك، وأيضاً لك أنت شخصياً.

في الحقيقة أنا شاكر جداً لك، وأثني على توجهك على الاستمرار في ذلك منعاً لأي انتكاسة بإذن الله تعالى.

لا شك أن الأدوية المضادة للوساوس قد ساعدت الناس كثيراً، وبفضل من الله تعالى هذه الأدوية ليست إدمانية، ولا تسبب أي أضرار على الأجهزة الرئيسية في الجسم مثل القلب والكلى والكبد؛ لذا مستوى السلامة فيها مضمون، وهذا من فضل الله تعالى .

والنقطة التي أركز عليها أن هذه الأدوية لا تسبب أي إدمان، خاصة الفافرين، والفافرين من الأدوية اللطيفة جداً، وهو لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الجسم، ولا يؤثر على الهرمونات بالنسبة للنساء والرجال، وكما ذكرت أنه غير إدماني، فأرجو أن يطمئن الأهل على سلامة هذا الدواء.

وأما الجرعة التي تتناولها أنت وهي 50 ملغ، في الحقيقة هي صغيرة جداً، وهذه تعتبر جرعة البداية، ما دام كتب الله لك التحسن عليها فهذا من نعمة الله عليك، والإنسان عليه أن يتمسك بهذه النعمة، وفي بعض الأحيان نعطي جرعة 300 ملغ، ومعظم الناس الذين يتناولون جرعة الوقاية مثل حالتك تكون الجرعة 100 ملغ، وأنت ما دام تحسنت على 50 ملغ فاستمر على 50 ملغ، وأنا أطمئنك تماماً أنك لو تناولت هذه الجرعة لعدة سنوات - إن شاء الله - لا ضرر منها أبداً، ولا توجد أي آثار سلبية، وأنا أقول هذا الكلام بالطبع بكل ثقة وأمانة ومصداقية - وإن شاء الله تعالى - هي هذه الرسالة التي يجب أن تصل إلى الأهل، ويجب أن يعرف الأهل أيضاً أنك ربما يكون لديك درجة من الاستعداد للقلق، والوساوس القهرية تشخص تحت حالات القلق.

إذن: ما دام لديك استعداد فلا بد أن تكون هنالك جرعة وقائية تساعد في العلاج، هذا هو الذي أود أن أوضحه لأهلك، أرجو أن يفهموا ذلك تماماً، والطبيب المعالج يمكن أن يشرح لهم أن نسبة الانتكاسة عالية في بعض الحالات قد تصل إلى 40-50 % من الحالات، وكما أن الإنسان حين يتوقف من الدواء في بعض الحالات إذا حصلت انتكاسة - لا قدر الله - فحين يبدأ الدواء مرة أخرى ربما لا تكون استجابته بنفس الفعالية ونفس التأثير الذي حدث أولاً؛ وذلك لأن نهاية الأعصاب والمرسلات والموصلات العصبية تحتاج إلى جرعة أكبر من الدواء حتى تستجيب.

إذن: الاستمرار على العلاج في مثل حالتك هو الأفضل.

أسأل الله تعالى لك الشفاء والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً