الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهور بقع على اليدين والرجلين عند التعرض للبرد

السؤال

لدي مشكلة منذ 6سنوات، وهي أنه تظهر بقع على الأرجل واليدين في البرد، وعند الجلوس على الكرسي، وذهبت لأكثر من دكتور، وقالوا لي: إنها ناتجة من الاقتراب من الصوبيا، وأنها لا تذهب أبداً، فأرجوك إذا لديك حل أن تسعفني به، فأنا منزعجة جداً من تلك البقع!

أرجو الرد سريعاً وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abla حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ذكرت أنك عند البرد تظهر هذه البقع، والطبيب يقول من الصوبيا، ومهما يكن فيبدو أن عندك حساسية من التبدلات الحرارية تؤدي إلى رد فعل أو تفاعل تحسسي يسمى بالشرى الفيزيائي.

وحيث أن الوصف المذكور يتماشى مع ما يسمى بالشرى الفيزيائي: (Physical urticaria)، والذي قد يكون بسبب الحرارة أو البرودة أو الضغط أو الشرى الكولينيرجي الناتج عن الجهد والتعرق.

كما وقد تظهر الحالة بعد الاستحمام بسبب حرارة أو برودة الماء، أو بسبب قوة ضغط الماء من الدُّش، أو بسبب الدلك والفرك بالليفة أو الكيس؛ ولذلك من الضروري تجنب الحرارة وتجنب الدلك، وبعبارة أعم وأهم تجنب الأسباب، فكل ما يؤدي إلى هذه الظاهرة يجب الابتعاد عنه.

ومن الممكن أيضاً تناول حبة مضاد هيستامين غير المنومة قبل التعرض للأسباب بشكل لا يمكن تجنبه.

وأما العلاج فينقسم إلى قسمين:

سببي وعلاجي: فأما العلاج السببي فيأتي في الدرجة الأولى، وهو تجنب السبب من ارتفاع أو انخفاض الحرارة وتجنب الوضعية أو الحركة المسببة لهذا النوع من الشرى، وتجنب الاحتكاك أو الضغط للجلد.

وأما العلاجي فيأتي بالدرجة الثانية، وهو باستعمال مضادات الهيستامين قبل اللزوم والتوقع؛ مثل الكلاريتين (10مغ) أو الزيرتيك أو الأورياس 5 مغ، أو الزيزال 5 مغ، أو التلفاست 120 مغ أو 180 مغ، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل الهايدروكسيزين 10 مغ أو 25 مغ.

وأي من هذه المضادات تؤخذ مرة واحدة يومياً وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع ولكن ليس في نفس الوقت، أي مرة يومياً لأيٍّ من هذه الأدوية، ولكن في الحالات الشديدة يمكن أخذ أكثر من واحدٍ يتم توزيعها على النهار، فمثلاً تأخذي الزيرتيك صباحاً والأتاركس مساءً، وبعد التحسن يتم إيقاف أحدهما، ويفضل أن يكون الدواء الخاص في الوقت الذي لا تحدث فيه الأعراض، وبعد فترةٍ أخرى إيقاف الدواء الثاني أو أخذه في الأوقات التي يتوقع أن تزيد الأعراض فيها - أي أن يُؤخذ بشكل مسبق - كما يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيبٍ على الأقل عند بدء العلاج.

وفي الحالات الأكثر إزعاجاً قد تُعطى أدوية أكثر تعقيداً مثل الكورتيزون أو الدانازول أو معدلات المناعة مثل السايكلو سبورين أو الأشعة فوق البنفسجية، ولكن كل هذه العلاجات تُعطى فقط بيد الطبيب وتحت إشرافه، وتحتاج إلى المتابعة.

وختاماً: يجب التأكيد على العلاج السببي والمعتمد أساساً على تجنب الأسباب، والتي يعرفها المريض من خلال التجربة أو الحياة العامة، كما يجب التأكيد على أخذ الدواء عند اللزوم أو قبيل اللزوم المتوقع دون وسوسة ولا إهمال (أي لا إفراط ولا تفريط).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً