السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد جاهدت بكل ما أوتيت من قوة لكي لا أكره أبي، ولكني أستطيع القول بأني فشلت، وقد بدأت مشكلتي مع أبي منذ أن كنت طفلة، حيث لم أكن أناديه بـ(أبي) قط، ولا مبرر لذلك سوى أني لم أشعر به كأب أبداً، ورغم أنه لم يقصر أبداً في دفع مصاريفي المالية، وهنا يقتصر دوره فقط، ولكن المصيبة بأن أبي يكرهني أشد كره، وقد كنت أنكر ذلك إلى أن سمعت إخواني يتهامسون بذلك، ولا أعرف سبب ذلك، على الرغم من أني كنت أكثر أبنائه تفوقاً حتى الآن، فأنا من طالبات الامتياز بالجامعة، والكل يذكرني بالذكر الحسن ولله الحمد.
والمشكلة أن أبي يقف كالعثرة في طريقي، فقد حصلت على سبع منح دراسية، ولكنها قوبلت بالرفض من قبل أبي دون مبرر، حتى إن أحد أساتذتي طلب مني أن أكون أستاذة في الجامعة ولكن بعد أن أحصل على الماجستير في إحدى الدول على نفقة الجامعة، وقد حاول أن يكلم أبي ولكن دون جدوى، على الرغم من أن أبي سعى لإخواني حتى حصل لهم على منح دراسية على الرغم من قلة تحصيلهم الدراسي.
وكره أبي يتجلى في أمور عدة لو بدأت في سردها فلن أنتهي، ومن الأمثلة عليها أنه كان يرفض أن أذهب في رحلات مدرسية، في حين أنه مسموح بذلك لبقية إخواني، حتى من هم أصغر مني سناً، وقد مرضت في شهر رمضان وبكت أمي حتى يقتنع أبي بأن يأخذني للمستشفى، ولكنه اكتفى بالقول دعيها تموت لكي أرتاح.
ورغم أني متفوقة دائماً ولله الحمد ولكني لم أحصل على ثناء أو تقدير من أبي، في حين أن إخواني يحصلون على الثناء والهدايا إن حصلوا على نصف درجاتي، ولذلك فإن زواجي سيكون بعد شهرين من رجل لا أعرفه، وذلك حتى لا يدخل أبي في مشاكل معه.
وأشعر بحيرة من أمري، فأنا محبوبة من الجميع ولله الحمد، ولكني لا أعرف لماذا يكرهني أبي، وقد قالت لي عمتي وأمي أيضاً بأن أبي يعاملني بهذه الطريقة لأني ولله الحمد على قدر من الجمال، وأبي يخاف أن يفسدني بالدلال، ولكن هذا الجواب لم يقنعني قط، فأنا لا أطلب الدلال أبداً، وإنما أطلب أن أحظى بنفس المعاملة التي يحظى بها بقية إخواني.