الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تعرف الفتاة على الالتزام الديني لدى من تقدم لخطبتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حفظكم المولى وجزاكم خيراً على ما تقدموه من نصائح وفتاوى في هذا الموقع القيم الذي إن دل على شيء إنما يدل على إخلاصكم ونيتكم الصادقة في سبيل إعانة وهداية كل من طرق باب استشارتكم.
كان الله معكم وأمدكم بالتوفيق والسداد في جميع المهام المنوط بمقامكم وجعلكم هداة مهتدين دوماً تنيرون طريق الحائرين ... أما بعد:

عرض علي شاب مسلم ذو أخلاق طيبة أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً الزواج بي على علم من خالتي وعمتي، بيد أنه لم يتقدم رسمياً لطلب يدي من والدي ـ حفظهما الله ـ وموافقتي تشمل موافقتهما حتماً، حتى يجهز نفسه ويخبر بدوره والديه الكريمين وذلك مدة شهر بقدرة الله أو شهرين إن طالت.

سؤالي هو: كيف أختبر هذا الشاب في التزامه بدينه حيث أنه لا يحافظ على الصلاة في المسجد إلا إذا سمح له الوقت بذلك، كما أنه لا يصلي كثيراً سنة الفجر في وقتها؟ وأنا يا سيدي لا أخفيكم سراً ينتابني إحساس بالخوف من هذه الناحية حيث أن الإنسان الذي يحافظ على الصلاة في وقتها يحافظ على صلته بالله وبذلك على صلته مع عباده.

هو شاب ما ـ شاء الله ـ عليه يعتمد على نفسه ويغار على عرضه وينال رضا والديه دنيا وآخرة حيث يقول أن سر نجاحه هو والديه.

طلب مني أن لا أعمل إذا ما أتم الله جمعنا لأجل أن أرعاه وأرعى أولادنا إن شاء الله.

كيف أختبر مدى كرمه أو بخله؟ آسفة على هذا السؤال لكني صدقاً أعيش ـ ولله الحمد والمنة ـ حياة كريمة ولا ينقصني شيء، اللهم احفظ علينا النعمة، وأخشى أن لا أجد نفس المستوى، أعلم أن الله العلي القدير هو الرزاق والقادر على كل شيء طبقا للآية الكريمة في كتابه العزيز (( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ))[النور:32] وهو ـ والحمد لله ـ من عائلة ميسورة لكنه في بداية حياته وأنتم أدرى بصعوبات البداية.

جزاكم الله خير الجزاء على اهتمامكم باستشارتي وأثابكم عزاً وإحساناً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ayate حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المعرفة الحقة بالشاب لا تحصل إلا بتعاون أهلك الأحباب، وإذا كانت العمة والخالة على علم بتلك النية فينبغي أن تطلبي منهن المساعدة عن طريق أزواجهن أو أولادهن، فالخالة أم والعمة مثيلة الأب وحرصهن على مصلحتك لا حدود له، وهذا من حقك معرفته قبل أن تمضي العلاقة خطوات إلى الأمام.

كما أرجو أن تكون علاقتك به محكومة بضوابط الشرع، فهو لا يزال أجنبياً عنك وحتى لو تمت الخطبة فما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.

وأرجو أن يبتعد عنك حتى يجهز نفسه، ثم يأتي داركم من الباب، وحبذا لو جاء بصحبة والديه حتى يحصل التعارف ثم التآلف وسيكون في ذلك دليل على صدقه في رغبته.

ولذلك فنحن لا ننصحك بالمضي مع مشاعرك وعواطفك إلا بعد أن تصبح العلاقة شرعية، فإننا نخاف على قلوب فتياتنا من التعلق بشاب ثم يحصل منه الهروب فتعيش الفتاة الآهات والحسرات، والمرأة تحب بصدق وتأسرها الكلمة الجميلة، والغواني يغرهن الثناء.

واعلمي أن بعدك عن الشاب سوف يزيد من إصراره على الارتباط إن كان فيه خير، وسوف يخلصك منه إن كان يريد قضاء وقت، كما أن علم أهله وموافقتهم ضرورية لأنهم ربما يكونون قد رتبوا له فتاة معينة خاصة وهو بار بوالديه، والشاب يحترم الفتاة التي تقدم طاعة ربها وتحتمي بعد الله بإيمانها وحجابها، ويحتقر الفتاة التي تقدم التنازلات وتجري خلفه، والإسلام أراد للمسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.

وقد أسعدني حرصك على انتظامه في الصلاة وهذا لا يعرف إلا إذا عاونك محارمك وأهلك وسألوا عنه، وإذا وجد الدين فإن البخل رغم مراراته قد يحتمله الإنسان:
وكل كسر فإن الدين يجبره **** وما لكسر قناة الدين جبران

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً