السؤال
مارست العادة السرية، والآن - بتوفيق من الله - تركتها، لكن أعاني من التعب الشديد، وأشعر أن جسمي ليس فيه قوة، وأعاني من الإحباط والخجل، وعندما أتكلم يصبح وجهي أحمر، وأعاني من التأتأة وضعف الشخصية، فهل هناك من أدوية ومقويات أستعملها الآن؟
مارست العادة السرية، والآن - بتوفيق من الله - تركتها، لكن أعاني من التعب الشديد، وأشعر أن جسمي ليس فيه قوة، وأعاني من الإحباط والخجل، وعندما أتكلم يصبح وجهي أحمر، وأعاني من التأتأة وضعف الشخصية، فهل هناك من أدوية ومقويات أستعملها الآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داوود .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، وعلى ثقتك فيما يقدمه هذا الموقع، ولا شك أننا سعداء جدّاً بما زففته لنا من أخبار سارة، وهي توقفك عن العادة السرية، هذه العادة السيئة التي تضر بالصحة والنفس وتنقص الدين، وأنا على ثقة تامة أن هذا التعب الذي أصابك ربما يكون ناتجاً من هذه الممارسة، ولكن بما أنك قد توقفت فأبشر فسوف تستعيد عافيتك وصحتك بصورة كاملة بإذن الله تعالى.
أنت لديك شيء من القلق، وهذا القلق هو الذي جعلك تحس بالإحباط وبالخجل، والاحمرار الذي يأتيك في وجهك حين الكلام هو ناتج من زيادة تدفق الدم في هذه المنطقة، وهذا من خلال عملية فسيولوجية مرتبطة أيضاً بالقلق، ولا شك أن التأتأة هي أيضاً ناتجة من القلق، وأنت وصفت أن شخصيتك شخصية ضعيفة .. لا أعتقد أن شخصيتك ضعيفة، غالباً يكون الأمر متعلقاً بالثقة بالنفس وليس أكثر من ذلك.
أنا أقول لك أولاً: يجب أن تتذكر الإيجابيات الجميلة في حياتك، وأعظم هذه الإيجابيات هي توقفك من العادة السرية، واعلم أنك - الحمد لله - في بدايات سن الرشد والشباب، هذا وقت الطاقات ووقت الإنتاج، والوقت الذي تنظر فيه إلى الأمام، فكّر في حياتك وعشها بقوة، ويجب أن تنجز الإنجاز الأكاديمي الذي يجعلك مؤهلاً للحصول على الوظائف الجيدة والمناسبة، وحصولك على الدرجات العليا سوف يكون أمراً مفرحاً لك ولأهلك .. إذًا التفكير الإيجابي سوف يساعدك كثيراً.
الشيء الآخر هو أن تقوم بممارسة الرياضة، فإن هذا التعب والإجهاد الذي تعاني منه يتم علاجه بممارسة الرياضة المتدرجة، وأقصد بالرياضة المتدرجة بأن تبدأ تمارس الرياضة لمدة قصيرة في اليوم، ربع ساعة مثلاً يومياً لمدة أسبوع، ثم ارفع المعدل إلى نصف ساعة، ثم إلى خمسة وأربعين دقيقة، ثم بعد أسبوع كذلك إلى ساعة كاملة، أي نوع من الرياضة يتيسر لك سوف تجد منه فائدة عظيمة جدّاً، فأرجو أن تضع هذا الأمر في اعتبارك، وأن تخصص وقتاً للرياضة، ولا تبخل على نفسك.
بالنسبة للتأتأة أنا أريدك أن تكون مسترخياً حين تبدأ الكلام، خذ نفساً عميقاً وبطيئاً في بداية الكلام، وهذا سوف يساعدك. والشيء الآخر: تأكد أنه لا أحد يقوم بمراقبتك ولا بملاحظتك، فأنت لست مرصوداً من قبل الآخرين، فالتأتأة شيء معروف وموجود، وإذا قللت من رقابتك لذاتك فهذا سوف يفيدك كثيراً، وعليه أرجو أن تكون حريصاً على ذلك.
حاول أن تكون عفوياً في إخراجك للكلمات، وتكلم ببطء وتكلم بصوت عالٍ، والأحرف التي تجد صعوبة في نطقها أرجو أن تركز عليها بأن تختار كلمات تبدأ بهذه الأحرف، وكرر هذه الكلمات عدة مرات بصوت مرتفع.
أيضًا قراءة القرآن بتؤدة وبطء وتدبر وتجويد - إن شاء الله تعالى – يساعد أيضاً في إزالة هذه التأتأة.
بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك: نعم أبشر توجد أدوية ممتازة جدّاً تساعد كثيراً في مثل حالتك، وإن شاء الله سوف تؤدي الأدوية إلى زوال هذه الأعراض خاصة إذا دعمتها بالإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك.
الدواء الذي يفيد في مثل حالتك يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) واسمه العلمي هو (سيرترالين Sertraline)، أود منك أن تعرف الاسم العلمي لأن في سوريا الدواء قد يوجد تحت مسمى تجاري آخر، والحمد لله سوريا بلد منتج للأدوية، والأدوية هنالك جيدة جدّاً.
ابدأ في تناول السيرترالين بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة عام، ثم توقف عن هذا الدواء.
الدواء ليس إدمانيا وليس تعوديًا، ويعرف أنه يحسِّن الطاقات النفسية والجسدية، كما أنه مزيل للقلق -كما ذكرتُ - ومزيل كذلك للاكتئاب، ومحسِّن كبير للمزاج.
أرجو أيضاً أن تُكثر من المواجهات الاجتماعية: صلِّ صلاتك في المسجد مع الجماعة، وانضم إلى حلقات التلاوة، وكما ذكرتُ: مارس الرياضة، وحاول أن تشارك أهلك وأصدقاءك في مناسبات اجتماعية طيبة، ... وهكذا، وأكثر وزد من الاطلاع العلمي؛ لأن المعرفة الفكرية تحسِّن من ثقة الإنسان بنفسه، وتجعله مِقْداماً يظهر أمام الآخرين بمظهر الإنسان العارف.
أنت لست محتاجاً لأي دواء آخر ولا لأي مقويات، فقط حاول أن تكون متوازناً في تناولك لأكلك، تناول الوجبات الثلاث بانتظام وبتوازن غذائي صحي.
جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.