الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة بين قبول الخاطب أو إكمال الدراسة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في الصف الثاني الثانوي، تقدم لخطبتي شاب ملتزم وخلوق ومهذب، وقد ارتحت لهذا الشاب لأني لم أسمع عنه إلا الخير، وقد طلب أهله أن نتزوج ثم أكمل دراسة السنة الثالثة عندهم أو عند أهلي بحسب راحتي، وأنا حائرة خصوصاً أن لدي طموحاً لكي أكمل دراستي الجامعية، وأخاف على مستواي الدراسي إذا تزوجت، وأيضاً أخاف أن أتوقف بعد الزواج عن الدراسة؛ لأن كثيرات عندما تزوجن لم يكملن تعليمهن، فأرجو منكم إفادتي فيما أنا حائرة فيه.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا ندعوك إلى عدم التردد في القبول بالشاب، ولا تنظري إلى من توقفن بعد الزواج، ولكن انظري إلى من واصلن الدراسة بنجاح بعد الزواج، بل وبعد الإنجاب، واعلمي أن مجيء الشاب المناسب فرصة قلّ أن تتكرر.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الإنسان بعد الزواج يشعر بأهمية الدراسة والنجاح فيها، ويشعر أنه مهم وأن هناك من ينتظر نجاحه ويفرح به ويشاركه فيه، وعندي كثير من النماذج التي حققت نجاحات عملية بعد الزواج.

ولا يخفى على أمثالك أن تأسيس أسرة فيها تفاهم وتعاون وتحقيق معاني الأمومة وإكثار عدد الموجودين الذي يفرح به رسولنا صلى الله عليه وسلم ويفاخر بهم يعتبر هدفا كبيراً لكل فتاة وفتى.

ومهما نالت المرأة من الشهادات والوظائف والدرجات فإن أنوثتها وفطرتها ستظل في شوق إلى الأمومة، حتى قالت إحدى الشهيرات: (خذوا شهاداتي كلها وأسمعوني كلمة ماما)، بل إن الشهيرات في الغرب وبعضهن راتبها يساوى مئات الآلاف من الدولارات ولكنهن ركلن الوظائف والرواتب ورجعن إلى البيت لممارسة وظيفة الأمومة.

ونحن نؤكد أن ديننا الحنيف لا يجعل لطلب العلم حدّاً، وما يحصل من ترك بعض الناس للعلم بعد الوظيفة أو بعد الزواج يخالف ما كان عليه سلفنا الذين كان قائلهم يقول وقد سئل إلى متى تطلب العلم فقال: (مع المحبرة إلى المقبرة).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تستخيري وتستشيري، وقد أحسنت فإنه لن يندم من يستخير ولن يخيب من يستشير، وأشغلي نفسك بطاعة ربنا القدير، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً