الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إفرازات بنية بين كل دورة وأخرى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أني أعاني من إفرازات بنية منذ ثمان سنوات تقريباً، وأنا غير متزوجة، وتأتيني بين كل دورة وأخرى، علماً بأنها تأتيني في اليوم تقريباً 13 أو أقل أو أكثر بيوم من بعد أول يوم للدورة، تقريباً في أيام التبويض، علماً بأن بين كل دورة وأخرى 28 يوما، وتستمر الإفرازات تقريباً عشرة أيام ثم تتوقف، عبارة عن إفرازات بنية بدون رائحة، أحياناً تكون خفيفة أو على شكل قطع.

أريد أن أعرف سببها وكيفية علاجها لأني أخاف أن أذهب للدكتورة وخاصة أني غير متزوجة.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الوصف الذي تصفينه يوحي بوجود اضطراب ما نسميه علمياً (النزف الوظيفي الرحمي) أي اضطراب في هرمونات المبيض المفرزة يؤدي إلى عدم استقرار أو هشاشة في بطانة الرحم.

وما يحدث هو أن المبيض وعند بدء كل دورة تبدأ البويضات بالتطور، ويبدأ هرمون اسمه الاستروجين بالارتفاع، وعند اقتراب موعد التبويض يكون هرمون الاستروجين قد ارتفع كثيراً ومن ثم تكون البطانة الرحمية قد بدأت بالسماكة ويبدأ هرمون آخر هو البروجسترون في الارتفاع ليعاكس تأثيره ويزيد في ثبات البطانة، وعادة نشبه عمل هرمون الاستروجين بالطوب الذي يستخدم بالبناء وعمل هرمون البروجسترون بالأسمنت الذي يثبت هذا الطوب ببعضه، وكما يلزم أن يكون كمية الطوب والأسمنت متوازنة لثبات البناء، فهكذا أيضاً يلزم أن يكون الهرمونان متوازنين حتى تبقى البطانة مستقرة ولا يحدث تمشيح للدم أو النزف، وأي اضطراب لهذا التوازن الدقيق بينهما يبدأ هذا الجدار أو هذا الغشاء بالتكسر في أي وقت من أوقات الدورة.

وعلاج هذا الأمر سهل جداً وهو حالة سليمة وغير مقلقة، ولكن المشكلة هي أننا لا نضع هذا التشخيص إلا بعد أن نكون قد عملنا الفحوصات السريرية والتحاليل والتصوير اللازم لاستبعاد أي مرض أو سبب آخر قبل القول بأن السبب هو اضطراب هرموني.

وهذا معناه يا عزيزتي أنه لابد من الفحص السريري عند الطبيبة ولابد من إجراء التصوير التلفزيوني، لذلك أرى أنه من الضروري أن تراجعي طبيبة النساء أولاً وستقوم بفحصك وستراعي بأنك فتاة غير متزوجة وسيكون فحصاً خارجياً فقط، فلا تخافي ولا تترددي ومن ثم ستجري لك التصوير للرحم والمبيضين ومن ثم بعض التحاليل أهمها:

- Cbc.
- Tsh_free t4.
- Prolactin.
- Lh_fsh.
- Progesteron.
- Day21.
وإن وجد أي سبب فيجب أن يتم علاجه حسب السبب.

وإن كان كل شيء طبيعياً بإذن الله فالحالة هي عبارة عن اضطراب هرموني علاجه سهل كما قلت لك، وهنالك طريقتان بالنسبة لك: فإما أن تأخذي دواء اسمه الدوفاستون بمعدل حبتين يومياً ابتداء من اليوم العاشر للدورة إلى اليوم الخامس والعشرين منها ومن ثم توقفيها وتنتظري 2 - 3 أيام وستنزل الدورة بشكل طبيعي بإذن الله وتكرري هذا الأمر 3 دورات شهرية ثم توقفيها، والطريقة الأخرى هي أن تتناولي حبوب منع الحمل الخفيفة النوع وهي متوافرة بكثرة في الصيدليات وتأخذيها كل يوم حبة إلى أن تنهي العلبة وستنزل أيضاً الدورة بشكل طبيعي إن شاء الله، واستمري عليها 3 دورات شهرية أيضاً، ومن ثم أوقفيها وسنرى بعدها -فبإذن الله- ستنتظم الدورة.

أتمنى لك الصحة ودوام العافية -إن شاء الله تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً